الثرثارون في أزمتنا؛
لا يرحمون، ولا يتركون رحمة الله تتنزل على خلقه!!!
إذا احتاج الأمر حكمة وتخطيطاً هيجوا الناس للحرب،
حتى إذا اشتعلت الحرب واحتاج الأمر جهاداً رأيتهم دسوا رؤوسهم في التراب، وقالوا: {لَوْلَا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ} [النساء: 77].
فإذا طلبت منهم أن يقصروا دور المهاجر على الجهاد إن كان جاء مجاهداً قالوا: هم أحق بالسيادة منا،
فإذا ساد ضباط المخابرات والجواسيس، وكفروا المجاهدين وقتلوهم، ودعوتَ الناس لقتال الخوارج، تجد الثرثارين يطلبون منك الحكمة والتروي فبينهم أقارب وأصدقاء!!
فإذا ضاع الناس بسبب التشرذم والتفرق أظهروا لك فوائد وملائح التشرذم،
فإذا أوجبت عليهم التوحد بالغلبة والقوة والقهر تكلموا في الظلم والحقوق والأملاك؛ وكأن تلك التنظيمات شرع منزل، وكأن تلك الأموال ورثوها عن آبائهم وأمهاتهم،
فإذا قُضِيَ الأمر وطلبت منهم التبعية طواعية: {قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ} [البقرة: 247]،
فإذا انصاع القائد للخضوع والتواضع لأخيه المؤمن والذلة للمؤمنين ومصلحة الأمة، نفخ الثرثارون رأسه بالحقوق والمظالم وخسارة الأمة بتركه لكرسيه؛ وكأن المؤسسات ملكه أو ملكهم وليست ملكاً عاماً للمسلمين، وكأن زواله سيغير الخريطة الإسلامية، ولم يدر ولم يدروا أنه قد استشهد قبله آلاف الصالحين، ولم تنقلب موازين الدنيا، ولم يندثر الإسلام من الوجود.
أما إذا تركتهم وعقولهم هلكوا بالعجلة، أو بالوهن، أو بترك قطع الشر في مهده، أو بالتفرق، أو بالتكبر، أو بالظلم…
وفي كل تلك المراحل عدوهم متوحد عازم على استئصالهم،
وهم في لهوهم يلعبون!!
في هؤلاء روي عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
“إِنَّ أَحَبَّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبَكُمْ مِنِّي فِي الْآخِرَةِ مَحَاسِنُكُمْ أَخْلَاقًا،
وَإِنَّ أَبْغَضَكُمْ إِلَيَّ وَأَبْعَدَكُمْ مِنِّي فِي الْآخِرَةِ: مَسَاوِيكُمْ أَخْلَاقًا؛
الثَّرْثَارُونَ، الْمُتَفَيْهِقُونَ، الْمُتَشَدِّقُونَ” [الترمذي، أحمد].
0 Responses