تعرضت لنقد عنيف بسبب معلومة كتبتها في كتابي “الذكاء وتنمية القدرات العقلية في الإسلام” بسبب أنني وصفت غير المسلم بمحدودية الذكاء، والسبب أنك كيف تصف شخص صنع قنبلة ذرية ووصل إلى القمر وربما يصل أو وصل إلى المريخ بأنه محدود الذكاء؟!! فكان جوابي عن ذلك: بأننا نحكم على الشخص بالذكاء بناء على النتيجة النهائية، وليس بناء على العمليات العقلية الجزئية التي يفعل الملايين منها في اليوم الواحد، فكل عملية عقلية جزئية واحدة إذا نظرنا إليها منفردة فإن العاقل يشترك فيها مع بعض المجانين، لكن النتيجة النهائية التي هي أثر مجمل العمليات العقلية هي التي نحكم بها على فلان بأنه ذكي وعلى آخر بأنه غبي، فكيف نحكم على شخص بالذكاء بسبب وصوله للمريخ ثم في النتيجة النهائية دخل جهنم بسبب عناده أو تحجر عقله أو تمسكه بما قاله الآباء والأجداد، فعبد حجراً أو صليباً أو بقراً أو فأراً أو غيرها من المخلوقات في هذا الكوكب، ولم يؤمن بالله ولا برسله جميعاً ومنهم محمد صلى الله عليه وسلم؟!!
والإساءة الأخيرة من عباد البقر لنبينا صلى الله عليه وسلم الذي شهد له كل العقلاء بعبقريته وإن لم يشهدوا له بالنبوة دفعتني لكتابة بعض ذكرياتي في الهند عندما زرتها في صغري مع أسرتي، والتي لم أكتبها في كتابي “آل سلقيني في حلب”، ووضعتها في فقرات لكثرتها:
- عندما نزلنا في مطار نيودلهي أخذنا السائق إلى فندق خمس نجوم يقيم فيه الوزراء والمسؤولين ليحصل على عمولة من الفندق، والغريب في الأمر أنه لم يكن فيه أي شيء يميزه عن النجمتين إلا الموظف الذي يفتح باب التكسي وآخر يحمل الحقائب إلى الغرفة، أما النظافة فوسط!!
- انتقلنا إلى فندق آخر بسبب الأجرة الباهظة في الفندق السابق، وعندما شعرنا بالحر شغلنا المكيف الصحراوي الموجود في الغرفة، فصدرت أصوات غريبة من داخله، فأغلقناه فوراً ونظرنا في داخله، فإذا بداخله فراخ فئران نائمة، ولا ندري كم عدد الضحايا، ونحمد الله أن منظمات حقوق الحيوان لم تشعر بالجريمة التي ارتكبناها.
- في خارج الفندق تجدهم يجمعون القمامة عمداً على ناصية الشارع، والغاية من ذلك أن تأكل منها الخنازير هناك، فتجد كل خنزير يتجول في الشارع كأنه شاحنة، وربما أنا كنت أشعر بحجمة الكبير بسبب صغر سني وصغر حجمي!!
- بالنسبة للجرذان التي تتجول وتقفز بكل حريتها في الطرقات فحدث ولا حرج.
- لا يمكنك الجلوس في أي حديقة عامة نهائياً، والسبب أن آلهتهم البقرة تتجول في الطرقات وفي كل مكان، ولا يحق لك منعها من الدخول إلى أي مكان تحت طائلة المسؤولية، ولذا فهي تضع بركاتها في كل مكان، فلا يوجد مكان ولو صغير يمكنك الجلوس عليه بسبب البركات المنتشرة في كل مكان، ولا يوجد كراسي في الحدائق، مما يجعل منظر الحدائق الرائعة جداً يؤلم قلبك أنك لا تستطيع تأملها.
- احذر أن يعطف قلبك على متسول هناك، وإلا سيجتمع حولك العشرات منهم ويحدقون بك، وسيحرموك متعة الجلوس في أي متنزه، ولن يتركوك حتى ترحل. وهذا غير موجود في كشمير ولا في الحي المسلم في نيودلهي.
- من أغرب الغرائب دورات المياه دون أبواب في نيودلهي، سواء في دورات مياه الرجال أو النساء!!
- عرفنا لاحقاً أنه يوجد حي للمسلمين في نيودلهي غاية في النظافة، مع أنهم يعيشون في فقر مدقع بسبب تركز وظائف الدولة للبقر وعباد البقر فقط.
- كان نزولنا في نيودلهي بهدف السفر إلى كشمير التي ليس فيها مطار دولي، وكان لنا أحد خيارين للانتقال من نيودلهي إلى كشمير: القطار الذي توقفه عصابات البقر وعباد البقر فيقتلون كل امرأة محجبة وجميع أقاربها، أو الطائرة ذات الخطورة العالية بسبب الارتفاع الشديد وقصر المدرج على قمة جبل الهيملايا.
- السكان في كشمير مسلمون، والسكن هو عبارة عن سفينة عائمة على شاطئ النهر، ومع تواضع السكن بسبب فقر السكان هناك، إلا أنه في غاية النظافة والترتيب. بخلاف السفن الفاخرة التي يملكها البقر وعباد البقر، لكنها لم تكن نظيفة ورائحة القذارة تفوح منها من المدخل!!
- لفت انتباهنا في كشمير أن فقيراً ينام على سرير على جانب الطريق (ولا يمكن النوم دون سرير بسبب الأمطار والزواحف)، وكلما استيقظ صباحاً ملأ كوب الماء من النهر ونظف أسنانه بالمعجون والفرشاة ثم انصرف إلى عمله، ولا يرجع إلا في المساء، فانظر إلى الحرص الشديد على النظافة من أفقر الناس في كشمير.
- في أحد الأيام لم نستطع النوم بسبب احتفال للبقر وعباد البقر طوال الليل ليغيظوا المسلمين ويقهروهم، فتراهم كل قليل يعطون اللاقط للبقرة لتخور ويملأ صوتها كل المدينة التي كنا فيها.
- المرشد السياحي مع أننا حرصنا على كونه مسلم، إلا أنه ظاهر من كلامه وتصرفاته أنه مخبر، ويراقب كل كلمة وحركة وسكنة ليتأكد أننا جئنا للسياحة حقاً ولم نأت للتواصل مع المسلمين هناك.
- كانت سياسة حكومة البقر وعباد البقر واضحة في قهر المسلمين وفرض سياسة وثقافة البقر وعباد البقر على المسلمين هناك.
- تعلمت من تلك الزيارة أن المسلم يملك الحد الأدنى من النظافة والطهارة والانضباط والنظام والفهم والعقل، مهما كان وضعه المادي أو التعليمي منخفضاً؛ لأنه يأخذ هذا من دينه ولا يأخذه من طبقته الاجتماعية ولا من مستواه التعليمي، وهذا طبعاً إن كان ملتزماً بدينه ولم يكن خارج التغطية كبعض المسلمين اليوم.
- في المقابل نجد أن غير المسلم وغير أهل الكتب السماوية تحديداً هو في غاية القذارة ولو بلغ قمة المدنية والتطور وما يسمونه الحضارة كذباً. فهل يعقل أن يصدر أمثال هؤلاء البقر وعباد البقر أحكاماً تجاه نبينا صلى الله عليه وسلم معلم البشرية الخير؟!!!
والله أعلم