مداخلة في تحقيق صحفي على موقع عربي 21 بعنوان:
اتصال النخب الدينية بالحكام ما الحد الفاصل بين جوازه ومنعه؟
من جهته أرجع الأكاديمي السوري، المتخصص في الفقه الاجتماعي، الدكتور إبراهيم سلقيني أسباب اختلاف العلماء “بشأن اقتراب العلماء من الحكام والدخول عليهم إلى اختلافهم في تقدير المصالح والمفاسد من ذلك الاقتراب، وهل الأولى الاقتراب أم الابتعاد؟ وهل الابتعاد ينتج عنه مزيد بعدهم عن الدين، أم الاقتراب منهم ينتج عنه ضرر في دين الناس وتلميع صورة الحكام”؟
وواصل حديثه لـ“عربي21” بالقول “وعليه فالاقتراب من الحكام له ضوابط شرعية لا يجوز إهمالها، من ذلك أن يكون العالم متحليا بعزة الإسلام لا بذل التبعية والخضوع لصاحب السلطة الدنيوية، وهذا لا يتحقق في زماننا إلا بقوة المؤسسة الدينية؛ لأن العزة للأفراد غير متحققة في زماننا”.
وأردف: “كذلك فإن الاقتراب إنما يكون لأداء النصيحة الواجبة، مع تحمل عواقب ذلك الاقتراب في سبيل الله عز وجل، وفيما عدا ذلك فاستفادة السياسيين في تلميع أنفسهم وجرائمهم من خلال العلماء وطلبة العلم والدعاة أعظم من المصالح المرجوة للدين من ذلك الاقتراب”.
وردا على من يقول: “إن ترك الحكام والأمرا من غير تواصل معهم ومناصحتهم يؤدي إلى زيادتهم في الغي والضلال” بيَّن سلقيني أن “الاقتراب منهم إذا لم يكن فيه مصلحة للإسلام والمسلمين فالبعد عنهم أولى، وبالتالي فليوغلوا في الغي وليتحملوا عواقب غيهم”. على حد قوله.
وذكَّر العلماء والدعاة والوعاظ بأن “الحكام والأمراء ورجال الحكم إن رغبوا في نصحهم، فنصائحهم مبذولة لكل الخلق، ولن يمنعوها عنهم ولا عن غيرهم، لكن لا يجوز للعلماء والدعاة أن يجعلوا من دينهم لعبة يستغلها ويستثمرها السياسيون لمصالحهم ودنياهم فيفسدون عليهم دينهم ودين الناس كذلك”.
وشدَّد في ختام كلامه على أن “هذه الشعرة الدقيقة قلَّ من أدركها من العلماء عبر التاريخ، وبالأخص عند فساد الناس وفساد الحكام،وسعي الطرفين لتحقيق مصالحهم الشخصية على حساب الدين” مذكرا بنموذج الإمام العز بن عبد السلام وأمثاله من العلماء ممن حمل لواء الإنصاف، فوجد الحكام وعامة الناس ضالتهم عندهم، وباتوا يبجلونهم ويحترمونهم”.