رواد وسائل التواصل الاجتماعي كانوا يطرحون حقيقة مطلقة وينقلونها:
فرعون مجرم قاتل يجب زواله…
فقاموا بإنجازات عظيمة في إظهار هذه الحقيقة ونصرتها…
أما اليوم فقد أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي سبباً رئيسياً للتشظي:
- ما هي الحقيقة؟!! وما هو الباطل؟!! وما الذي هو موضع خلاف يجب أن يعذر بعضنا بعضاً فيه؟!!
- ما الذي يتعلق بصلب قضيتنا ويجب الكلام فيه؟!! وما الذي لا شأن لنا فيه وواجبنا الصمت فيه؟!! وما الذي يؤثر بشكل غير مباشر ويجب على المختصين الخوض فيه لنتبعهم في ذلك؟!!
- من المتكلم الذي يجب سماعه ولو خالفنا؟!! ومن المتكلم الذي يجب الإعراض عنه ولو صدق مصادفة؟!! ومن الطبل الذي يردد صدى صوت غيره؟!! ومن المجهول الذي لا نعرف علمه من جهله، ولا تبعيته من استقلاليته؟!!
- ما الذي يجب قوله ليفعله الناس؟!! وما الذي يجب علينا فعله دون قوله للناس؟!! وما الذي لا فائدة من قوله؟!! وما الذي لا يجب قوله ولا فعله حتى لا يفتح علينا طاقة جهنم جديدة؟!!
وسائل التواصل الاجتماعي أظهرت مقدار جهلنا إلى السطح!!! وفضحت كل مستور!!!
وأصبحت صفحاتنا دمية تعبث بها أجهزة المخابرات من كل الألوان، ونحن نظن أنفسنا ندير صفحاتنا!!!