بعض الناس يقول: إن خسارتنا بفقد قادتنا عظيمة…
لكن الحقيقة أن القادة أنواع ثلاثة:
النوع الأول:
ﻻ يفارقنا طيفه أبداً؛
فعندما كان بيننا كان مصباحا مضيئا بعلمه وعمله بيننا،
وعندما فارقنا تذكرنا رباطه وهدوءه،
وتذكرنا نقاشنا الحاد وارتفاع أصواتنا في سبيل المصلحة العامة،
دون أن أحمل في قلبي عليه،
ودون أن يحمل في قلبه علي…
هو مصباح حال الحياة،
وقدوة لكل من عاشروه وخالطوه بعد الممات…
هو قائد واحد في حياته،
ليتحول جميع المحيطين به إلى قادة بعد مماته!!!
ففقده خسارة للمحيطين به،
لكن فقده دفعة قوية وعظيمة للأمة بتحول من حوله إلى نسخة مطورة عنه…
النوع الثاني:
وما أدراك ما النوع الثاني؛
هم زعماء عظماء حال الحياة، فلا نراهم إلا في الحفلات…
أما بعد الممات فنذهب لنعزي ذويهم بهم، ونقول لهم مجاملة:
لقد خسرت الأمة خسارة عظيمة بفقدهم!!!
النوع الثالث:
فلم نعد نراه حتى في الحفلات؛
فلم يعد لهم طعم وﻻ رائحة،
وخفتوا كالشمعة التي أطفأتها الرياح، فلا ضوء لها وﻻ دفء.
فأصبح ينطبق فيها القول الشائع:
يموت حمار القاضي فيحضر جميع الناس للعزاء،
ويموت القاضي طريدا شريدا فلا يعزي به أحد!!!
والبعيد عن العين بعيد عن القلب!!!