كيف تكون إدارة الصراع!!

كثير منا يفهم إدارة الصراع في الوقوف مع أحد طرفي الصراع، وهذا خطأ محض، والواجب أولاً في إدارة الصراعات تحديد أطراف الصراع بدقة متناهية كالتالي:

فعندما يكون لك تأثير في القرار، أو يمكن أن يكون لك تأثير في القرار في الغد القريب عندها يمكن أن نحسب لك حساباً في سلم الموازنات المحلية أو الدولية، أما عندما يكون زمامك بيد غيرك فينبغي الاهتمام بأمرين:

  1. عدم تضييع الوقت في إحياء الموات، وعدم السماح بتمكن قوى عاجزة عن إدارة الساحة، فهذا سيسيء لسمعة القلة القليلة الصالحة التي يمكنك الاستفادة منها في بناء القوة المستقبلية، مع عدم إهمال بناء قوة ذاتية على الصعيد الاستراتيجي المتوسط أو بعيد المدى، تبعاً للحالة التي تعيشها.
  2. اعتمام القوى الفاعلة والمؤثرة الحالية في بناء التوازنات الدولية للصراع، وجني الثمار من انعكاساتها على القوى المحلية المنفذة للصراع على الأرض.

وبعد ذلك نبدأ بالتحرك على الأرض تبعاً لنوع الصراع كالتالي:

  1. الصراع للدفاع عن الأرض والعرض، فيجب أن يقوم الناس قومة رجل واحد لأداء هذه المهمة، ولا مكان للرماديين وكل من يقف مع العدو فهو خائن كائناً ما كان، ويجب تحفيز همة الناس بين الحين والآخر حتى لا تضيع الثوابت أو تتغير أو يتم تمييعها…
  2. تحقيق التوازن في الساحة الداخلية لمنع أي صراع داخلي محتمل الوقوع، مهما كانت مبررات وادعاءات وذرائع الأطراف الراغبة بحصول الصراع، وفي ذات الوقت منع سيطرة أي طرف يمكنه إفناء قوتك أو سيرهنها لطرف أو دولة خسائرك معها أكثر من مكاسبك…
  3. توجيه المعركة الإعلامية والطاقات البشرية باتجاه ترجيح قوة الطرف أو الدولة التي مكاسبك معها أكبر، أو لك عمق استراتيجي فيها بحيث تستطيع بناء هياكلك داخل وضمن الهياكل التي تقوم هي بإنشائها…
  4. ليس بالضرورة في هذه المرحلة أن يكون لك قرار جذري ومحوري؛ لأن الدولة الفاعلة ستعتبره تمرداً أثناء حالة حرب، وستكسرك كسراً حينئذ. ويكفيك أن تكون بحاراً ماهراً توجه الدفة تبعاً لاتجاهات الرياح الدولية العاصفة، فتغير قليلاً في المسار نحو الهدف البعيد…
  5. حاول تقديم النصيحة العلمية لكل الأطراف المحلية التي هي في صفك ظاهرياً دون استثناء، وراقب مدى استجابتها ومرونتها بدقة، والطرف الذي يتمتع بشمولية ومرونة أكبر سيكون هو الأقدر على إدارة الساحة في المرحلة التالية…
  6. إذا كانت خريطة الصراع معقدة جداً فاحذر من الظهور، واحذر من إظهار أي فرد من كوادرك؛ لأن حماقات الأصدقاء ستقضي عليك قبل سهام الأعداء، فكل شخص هاوي أو متفرغ سيقع في الخطأ المذكور في السطر الأول، وهو الاصطفاف مع أحد الأطراف، وبما أنك تسير بعيداً عن كل الأطراف فسترميك كلها بالحجارة لأنها ستحسبك على الطرف الآخر، فأنت تقوم بمجرد عملية موازنة وإدارة صراع، بينما هم يظنون أنفسهم أصحاب قرار من خلف الشاشات، ولا يدركون حقيقة أنهم أصبحوا رويداً رويداً من الذباب الإلكتروني لهذا الطرف أو ذاك!!!
  7. وهكذا حتى يقدر الله لهم الإقتناع بضرورة وفرضية التوحد والاجتماع والاستفادة من أصحاب الاختصاص ليكونوا أصحاب قرار، أو حتى يسيطر عليهم طرف أو دولة قادرة على إدارة المنطقة أو الساحة 100%.

وحتى نصل إلى هذه المرحلة فالصمت غنيمة وظفر عظيم أمام دول تقوم بتنفيذ هذه الخطوات بفاعلية ودقة على الأرض!!

والله حسبنا وهو المستعان!!

2 Responses

  1. إدارة الصراع….من الصعوبة بمكان أن تكون داخل المعادلة وخارجها في الوقت ذاته….أكثر
    الصراعات ضراوة هي الصراع الفكرية وأخطرأدواتها الإعلام….اعتقد الصراعات بشكل ما تشبه مباراة لكرة القدم….لا يمكن أن تكون داخل الملعب وخارجه إلا إذا كنت مدربا…وتستطيع أن تجبر الطرف الآخر على تغيير خططه بتغيير خططك ومناوراتك ومهارات فريقك الجماعية والفردية وصناعة فضاء يتحرك به الاعبين يسمح لهم بأداء أفضل ما عندهم…..ما اريد قوله المدرب ياخذ دور منظومة التفكير والتي تحتاج المراجعات وبحث وتصحيح وبناء…..موضوعك مبدع وبطرق أفكار جديدة خارج الصندوق المتداول….تحياتي ومحبتي

    1. صحيح
      وأنا أتكلم عن الصراعات العسكرية؛ لأن الصراعات الفكرية التي لا يرفعون فيها سلاحا تغني الساحة ولا تضرها…
      نحن لا نملك جماعة ولا مجموعة، لكننا نسحب الحبل قليلا أو نرخيه قليلا دون شعور الرقابة لتغيير محدود في المسار فقط…
      حتى ييسر الله لنا دورا أكبر في التوجيه…

اكتب رداً