يُلْقِي حكيم أمتهم خطابه ولا ينتظر سماع أقوال المسلمين ولا مشورتهم،
فاقتضى ذلك أن نوجه له رسالةً نبرئ بها ذمتنا أمام الله، فقد قال بخلاف ما كنا نتوقع منه،
فإن سمع فحيهلا، وإن لم يسمع فهو يُهْلِكُ نفسه وقومه معه:
- هي ليست فتنة، ولكنهم خوارج واضح خارجيتهم، وقتلهم وقتالهم واجب شرعاً، ومن يقاتلهم فله أجر شهيد ولو لم يستشهد، وإنما هي فتنة في عين جاهل مطبق، أو في عين مَنْ طمس الله على بصيرته فلا يرى المجازر التي فعلوها بحق المجاهدين والموحدين.
وهذا يقتضي منك بيان حكم الشريعة في حق هؤلاء، والتمييز بين المسائل والأحكام. - أنتم لكم حظ وافر من حماقتهم بما واربت من تدليسهم، وبما شجعتهم ومدحتهم بعد وقوعهم في الجرائم الوافرة.
وهذا يقتضي منك أن تتوب على الملأ من مشاركتك بكلامك في الولوغ في دماء المسلمين الموحدين والمجاهدين. - اجعل مصلحة المسلمين فوق مصلحة جماعتك ومصلحة زعامتك، ولا تكن كحكام العرب وزعماء بعض الطرق الصوفية، فيبيعون دينهم في سبيل جماعاتهم وزعاماتهم وكراسيهم.
وهذا يقتضي منك أن تقول كلمة الحق ولو تخلى كل من حولك عنك، فتخسر بذلك كامل تنظيم القاعدة في سبيل بقاء الجهاد الشامي والجهاد العالمي، لا أن تُبْقِي الناسَ والمجاهدين في وهم يجر عليهم الويلات ولا ينتفعون منه بشيء.
ويقتضي منك أيضاً أن تشكل تنظيماً جديداً قائماً على كتاب الله وسنة رسوله ومنهج أهل السنة والجماعة، لا على الفكر الخارجي التكفيري الذي يكفر كل المسلمين ويقتل كل المجاهدين. - بيعتك وبيعة غيرك هي بيعة جهاد، وليست بيعة خلافة، وكأنك صدقت نفسك بأنك خليفة تريد أن توحد وتفرق، فهي تنظيمات متفرقة ليس بينها اتصال إلا على وسائل الإعلام.
وهذا يقتضي أن تبين الحقيقة، وهي أن تنظيمك تنظيم جهاد، ولا يجوز لك شرعاً أن تعلن الخلافة إلا بعد توحيد جميع أصقاع المعمورة. - لا تتعب نفسك بالقدوم إلى الشام والعراق لقتال الصليبيين، فعندك من الصليبيين في بلادك ما يكفيك!!!
وهذا يقتضي منك أن تأمر النصرة بإعلان انفصالها عن القاعدة لمصلحة الجهاد، ويقتضي أن تجمع ما استطعت من كلابك كلاب أهل النار من أرض الشام، فنحن لسنا بحاجة لمن يحرر لنا المحرر، ولا لمن يقتل مجاهدي الشام. - لا تدخلنا في حوار فلسفي فيمن هو الرأس والذنب، فلو صح كلامك لوجب عليك شرعاً أن تقطع رأس كلبك البغدادي من اللحظة الأولى عملاً بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: “إِذَا بُويِعَ لِخَلِيفَتَيْنِ فَاقْتُلُوا الْآخَرَ مِنْهُمَا” [مسلم]، لا أن تنتظر حتى يثبت لنا أنك لا تسيطر على فروع تنظيمك المزيف.
- لم أشعر بهذا الخطاب الطويل إلا تهرباً من بيان الحق والشرع، لتُظْهِرَ لنا أنك بمنأى ومعزل عما فعله هذا الكلب المصعور على أرض الشام، وإذا نفعتك هذه المراوغة في تبرئة نفسك في الدنيا فلن تنفعك يوم القيامة.
- كان الأولى بك أن تنصح تتمة فريقك الذي لا ينضبط لسانهم بالشرع، بدلاً من شكرهم، بعد أن شاركوا في سفك دمائنا بألسنتهم السائبة!!!
- والله لا ننصاع ولا نخضع ولا نهاود مع الزنادقة الخوارج، فهذا شيء مخالف لما أمر به نبينا صلى الله عليه وسلم، ولم ترد به سنة علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فهو بعد أن ناظرهم وأوضح لهم أحكام الشرع لم يترك لهم إلا السيف حاكماً بين الطرفين.
أما قتالهم مع الصليبيين فنقول فيه ما قال علماؤنا: اللهم أهلك الظالمين بالظالمين، وأخرجنا من بينهم سالمين.
فإن أحببت أن تكون بينهم في ذلك قبل أن يتوبوا ويخضعوا للشريعة فلا خير فيك ولا فيهم، ولا بارك الله فيك ولا فيهم!!! - عليك أن تنصح الإخوة في جبهة النصرة أن يحذروا من الولوج في طريق الخوارج، ووجوب الوقوف على أحكام الشريعة في ذلك كل شيء، وأن يحفظوا حقوق إخوتهم في الإسلام، وتفضيلها على أخوة المنهج الخارجي الذي يبربر به تتمة فريقك.
وفي الختام:
إذا كنت مخلصاً في حرصك على الجهاد الشامي وعلى الأمة الإسلامية فاقرأ ما كتبته لك حرفاً حرفاً،
وإلا كان خطابك كمن يقتل القتيل ثم يتكبر ويترفع عن أن يمشي في جنازته،
فنحن لم نسمع في كل خطاباتك ترحماً واحداً على الشهداء من المجاهدين الذين قتلهم كلبك المصعور هنا على أرض الشام ذبحاً!!!
فأنت وكامل فريقك تشجعون القاتل، حتى إذا احترقت كل أوراقه تركتموه يواجه مصيره دون أن تتبرأوا من جرائمه القذرة التي تندرج ضمن السبع الموبقات!!!
وفيما يلي الخطاب الكامل للراعي الرسمي للبغدادي: