من أكثر ما عجبت منه أقواماً يكذبون أنفسهم ويصدقون الوشاة وهم يعلمون كذبهم؛ فتجلس معهم وتكلمهم وتخالطهم، ثم بعد عقود من الزمن يكذبوك ويهاجموك وينتقصون منك بعد أن عرفوك!!!
تسألهم: ألم أكلمكم وأخالطكم وأصاحبكم زمناً؟!! ألم تعرفوني من قبل في السفر والحضر؟!! ألم تسألوا عني القاصي والداني؟!! هل رأيتموني في يوم من الأيام بوجهين أُظْهِرُ لكم غير ما أبطنه عنكم؟!! فما الذي تغير اليوم؟!!
كيف تصدقون الوشاة وتكذبون أنفسكم؟!! كيف تصدقون أقواماً يبغضونكم وينتقصون منكم في ظهوركم؟!! كيف تنخدعون بمعسول الكلام وأنتم تعلمون أنه سحر وهو بضاعتهم التي لا يتقنون غيرها؟!! كيف تثقون بهم وأنتم تعلمون أنهم لا يلتزمون بكلمة مما يخرج من أفواههم؟!! كيف تنساقون مع كلامهم وأنتم تعلمون أن من نم لك فسينم عليك قطعاً؟!!
يا قوم؛ ثقوا بأنفسكم، ولا تكذبوها ثقةً بأقوام علمنا وعلمتم نفاقهم!!! فأمتنا تحتاج رجالاً ولا تفتقر للأبواق، فهي كثيرة في كل عصر!!!