Notice: Function _load_textdomain_just_in_time was called incorrectly. Translation loading for the famous-gallery domain was triggered too early. This is usually an indicator for some code in the plugin or theme running too early. Translations should be loaded at the init action or later. Please see Debugging in WordPress for more information. (This message was added in version 6.7.0.) in /home/ultimate/isalkini.com/wp-includes/functions.php on line 6121
بداية صيام رمضان؛ من تشرذم الدول إلى تشرذم الأفراد!! Test

بداية صيام رمضان؛ من تشرذم الدول إلى تشرذم الأفراد!!

كنا في مرحلة سابقة نعاني من مشاكسات الدول في بداية شهر رمضان، ثم أصبحنا اليوم نتألم بسبب تشرذم الأفراد، وهذا يستوجب بيان المسائل التالية:

  1. العلماء متفقون على العمل بمضمون حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “الصومُ يومَ تصومون، والفطرُ يومَ تفطرون، والأضحى يومُ تُضَحُّونَ”. فالصيام عبادة جماعية لا يجوز التشرذم فيها، كما أنه لا يجوز لك الحج قبل يوم أو بعد يوم بسبب ثبوت الهلال مبكراً أو متأخراً لديك.
  2. بناء على الفقرة السابقة فهذه المسألة لا علاقة لها بخلاف العلماء في اختلاف المطالع، فهي مسألة أخرى، والواجب على عموم المسلمين الصوم مع الناس والفطر مع الناس؛ سواء أكانوا مع القول باختلاف المطالع أم لا.
  3. توحيد عموم المسلمين في الصوم والفطر في زماننا متعذر مع نظام الحظائر الذي تسير عليه دول الملوك والطوائف اليوم، ومشكلة توحيدهم في هذه المسألة مشكلة سياسية وليست شرعية، وليس هذا موضع بيان كيفية توحيدهم لو أرادوا تحييد السياسة.
  4. توحيدهم لا يكون بالفتاوى الفردية المتشظية التي تجعل الناس في كل قرية أو مدينة أو دولة شذراً مذراً بعضهم يصوم وغيرهم يفطر، فنخرج من تشرذم الدول وتشظيها إلى التفتيت الكامل للأفراد!! والنص الوارد في الفقرة الأولى والصادر عمن يعلم بحالنا إلى قيام الساعة يوقف حالة التشظي المتسارع التي نعيشها اليوم…
  5. الذي رأى هلال رمضان ولم يقبل القاضي رؤيته، أو كان بلده يعتمد الحساب، أو كان بلده يثبت الهلال بالهوى والمشاكسات السياسية، فهذا يصوم اليوم الذي ثبت له؛ لأنه رؤيته قطع في حق نفسه. ولا يجاهر بصومه؛ لأن رؤيته ظن في حق غيره، والناس يتعبدون بالصوم والفطر مع الناس لا بتقليدك أنت، فلا تفتن الناس في صيامهم فهذا يصوم وذاك لا يصوم!!!
  6. الذي لم ير الهلال فلا يجوز له شرعاً أن يفتن الناس في صيامهم بالهوى وهو مقلد مجتهد بالحساب غير معتمد للرؤية؛ لأن رؤية الغير لا تفيد القطع الموجب إثبات الحكم عليه، فكيف ينشرها بين الناس!!
  7. الذي رأى هلال شوال وثبت له خروج رمضان ولم يثبت للناس خروجه فيجب عليه شرعاً أن يصوم معهم، ولا ينفرد عنهم بالفطر؛ لأن إثم مخالفة الناس في صيامهم أشد من إثم صيام يوم العيد.
  8. الذي لم ير هلال شوال، بينما ثبت شوال عند الناس، فيجب عليه أن يفطر مع الناس؛ لأن عدم الرؤية نفي، والنفي ليس بدليل، ولما روي عن كُريب أن أمّ الفضلِ بنتُ الحارِثِ بعثتهُ إلى معاويةَ بالشامِ. قال: فقدمتُ الشامَ فقضيتُ حاجتها، واستهلّ عليّ رمضانُ وأنا بالشامِ، فرأيت الهلالَ ليلةَ الجمعةِ ثم قدمتُ المدينةَ في آخِرِ الشهرِ، فسألنِي عبد اللهِ بن عباسٍ ثم ذكرَ الهلالَ فقال: متَى رأيتُم الهلالَ؟ فقلت: رأيناهُ ليلةَ الجمعةِ، فقال: أنتَ رأيتهُ؟ قال: نعم، ورآهُ الناسُ وصاموا وصامَ معاويةُ، فقال: لكنّا رأيناهُ ليلةَ السبتِ، فلا نزالُ نصومُ حتى نكملَ ثلاثين أو نراهُ. فقلْتُ: أو لا تكتفِي برؤيةِ معاويةَ وصيامهِ؟ قال: لا، هكذا أمرنا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم.
  9. بناء على الفقرة السابقة لو نقص صيامه عن ال٢٩ يوماً بسبب اختلاف إثبات البداية بين بلدين، وقد سافر من المتأخرة إلى السابقة، فيقضي النقص بعد العيد.
  10. الذي ينقض صيام بعض الدول بالاجتهادات الفلكية ويفتنهم في صيامهم لا يختلف في شيء عن الذي يثبت رمضان بالحساب المجرد، فكيف يعترض على حساب الدول ويفتن الناس بحساباته هو؟!!
  11. الذي يستنكر رؤية السعودية أو غيرها من الدول ليس بأفضل من النبي صلى الله عليه وسلم الذي قبل رؤية أعرابي!!!
  12. أما أولئك الذين يروحون لرؤية عُمَان والأردن وغيرها من الدول دون أن يروا الهلال، بل وهم في دول أخرى ربما تختلف مطالعها، فينبغي عليهم أن يتقوا الله في دين الناس، فليس دين الناس باباً لاستعراض العضلات الحسابية والفلكية، ولا باباً لإظهار التقوى والورع بما يخالف النصوص الشرعية في عبادة جماعية!!!
  13. أكرر ما ورد في الفقرة السابقة بصيغة أخرى لأهميته: نقدر أخي العزيز ما أكرمك الله به من علم غزير في علم الفلك، بل ومقدرة ومواهب عالية في الحساب، ونقدر تقواك وورعك وحرصك على سلامة صيام وفطر الأمة، لكننا متعبدون بالنصوص، وقد غفلت عن النص الوارد في الفقرة الأولى، فوجب التنبيه!!

والله أعلم…

اكتب رداً