لقد كانت محبتي لخالد مشعل عظيمة وتفوق التصور، وقد حزنت كثيراً عليه أن وضع نفسه في هذا الموقف السيء جداً في تصريحاته، وساءني أكثر دفاعه الذي هو عذر أقبح من ذنب، وفيما يلي تبعات دفاعه الذي هو كارثة بحد ذاته:
- ليس من اختصاصك أن تشكر أحداً، فهذه ليست وظيفتك، ولكنها وظيفة رئيس الوزراء أو المتحدث باسمه أو وزير الإعلام أو وزير الخارجية…
- أنت صاحب قضية، ونحن أصحاب قضية، فهل هذا يبرر لنا مدح إسرائيل إذا ساعدتنا في إزالة الأسد؟!!
- أرضنا أيضاً محتلة من وقت وصول أبو عبدو الجحش لحكم سوريا في الستينات، أي من 60 سنة تقريباً، فقد كان الأسد يسيطر على سياسته وقصف حماة في عهده…
- حصلت 3 حملات تهجير للشعب السوري بهدف تغيير الخريطة السكانية ودفن قضيتنا وتصفيتها، فهل هذا مبرر أن نشكر قاتلكم؟!!
- جميع دول العالم العربي وقفت مع القاتل، بل عملت معه علاقات مصاهرة ومناسبة عائلية، ولم يقف معنا إلا الشعوب فقط لا غير، يعني كان وضعنا أسوأ من وضعكم، فلم يقف معنا أحد مطلقاً، فهل نجرح كرامة الشعوب ونستخف بقضاياها وبدمائها وبدينها كما فعلتم أنت لأنها وقفت معنا؟!!
- هل خلافك مع الذي يتهم أمك عائشة وزوجة نبيك بالزنا خلاف مذهبي؟!! وهل خلافك مع الذي يتهم نبيك بالدياثة والبقاء مع زوجته مع علمه بارتكابها للفاحشة بسبب جمالها هو خلاف مذهبي؟!!
- هل خلافك مع الذي ارتكب 3 حقب من المجازر بحق شعبه المسلم هو خلاف سياسي؟!! أم قضيتنا أصبحت منفصة عن قضيتكم؟!!
- هل دخول إيران للعراق كان مع الملائكة، أم كان مع الأمريكان أيضاً يا عزيزي؟!! فما الفرق بينها وبين إسرائيل؟!!
- ما نوع الحصار الذي تعرض له الشعب السوري في الثمانينات عندما كان يهرب المناديل من لبنان (التي تتبع لسوريا) تهريب، وكان يقف في طوابير الجوع للحصول على رغيف الخبز؟!! وهو ما تكرر اليوم بشكل أشنع على أساسيات حيات الشعب السوري؟!! ألا يكفي هذا الحصار؟!! أم ترغب بكلامك أن يقارنك الشعب السوري بنفسه ويطلب منك مصالحة إسرائيل لأن إجرام إسرائيل أخف من السلم الأسدي الإيراني في سوريا؟!!
- هل كون الأرض مقدسة يبرر لك أن تصرح أنت وأبوك وأمك وأولادك وأصحابك وتشكروا إيران وحزب اللات وبشار؟!! ألا يوجد لديكم رئيس وزراء؟!!
- إخواننا في فلسطين ينوبون عنا ويمثلوننا، لكن حماس أصبحت تتعمد أن تنكأ جراحنا، ثم تضع فيها ملحاً، ثم تدوسها…
- اضطراركم لقبول الدعم، واضطراركم لشكر من قدم لكم الدعم كائناً من كان، هل يبيح لنا أن نفعل ذات الشيء فيما يتعلق بقضيتنا فنشكر إسرائيل؟!! وإذا فعلنا ذلك فهل تقبلون أن يقوم كل من هب ودب من السوريين أن يشكر إسرائيل؟!! أم الأعراف السياسية والعقلية والشرعية تستوجب أن يبقى ذلك قاصراً على السياسيين؟!!
- هل انتقادنا لتصريحاتكم بسبب مجرد الخلاف العرقي أو اللغوي أو المذهبي أو الطائفي مع إيران وعصاباتها في المنطقة؟!!
- كلامكم يستوجب علينا أن نشكر إسرائيل على علاجها للجرحى من الجيش الحر في الجنوب!! فقد فاتنا أداء هذا الواجب الأخلاقي من قبل!! فنشكرك أن ذكرتنا به!!
- بناء على توصية الأخ خالد مشعل فإننا نوجه رسالتنا لدولة إسرائيل أن تساعدنا في إزالة الأسد، فإن هذا سيدفعنا لرد الجميل والتعاون في إقامة السلام الشامل في الشرق الأوسط والمنطقة!!
- هذا الشكر والمدح لن ينسحب على ما يفعله عندك في غزة أو القدس!! فهذا حقنا فلا تلمنا عزيزي!!
- سياسة أضرت بي!! فهل يمكن أن تعتبر أنت أو نحن أن ما تقوم به إسرائيل في غزة والقدس هو سياسة أضرت بكَ؟!! حفك، لكن انفلق ودافع عن نفسك لوحدك وانتقد واعترض وليكن لك موقف!!! لكن هل هذا يشملنا نحن أيضاً لو تعاملنا مع إسرائيل بسبب سياستها التي أضرت بك؟!!
- ثناؤنا على إسرائيل وغير إسرائيل من عصابات الهاجانا (في مقابل عصابات حزب اللات والميليشيات العراقية والإيرانية ووو)، وهذا لا يعني أننا نثني عليه في مواقفه وسياساته وأجنداته وأهدافه الأخرى في غزة أو غيرها من المدن!!
- الأمر الآخر: نحن لا نتدخل في سياسات الدول؛ لا إسرائيل ولا غيرها، ولا في أي ساحة من الساحات، سواء كانت صغيرة بحجم غزة، أو كبيرة بحجم فلسطين، فنحن لدينا تقيماتنا ولدينا قناعاتنا، لكن لا نتدخل في سياسات الآخرين ولسنا جزءاً من أجندة أي حزب أو حركة. فهل هذا يستوجب علينا وعلى الشعوب المسلمة أن تتوقف عن التدخل في سياسة دولة إسرائيل؟!!
- هذه التفريقات البسيطة لو استحضرتها حماس لصرح شخص واحد في الحكومة بشكر الكلاب التي ساعدتهم وتخلصنا من هذه المسخرة التي أصبحت تتكرر كل سنة، وليس بالضرورة كل يوم يطلع واحد فلعوص يشكر ذات الكلاب كل يوم، وكأن عندهم درس قد حفظوه فهم يسمعونه كل يوم!!!
- في المرة الأولى كان عتب، وفي الثانية صار شدة، وإذا تكرر فسيصبح طلاقاً، فلتنفعكم إيران حينئذ ولتنقعوها وتشربوا ماءها إذا تركتكم الشعوب!!!
- عندما تبررون لأنفسكم فإنكم تحاولون ضبط الكلمات والحروف، لكن عندما تشكرون الكلاب لا تميزون بين ألفاظ القداسة الدينية وبين العبارات السياسية المحتملة لعدة أوجه وبين عبارات الشراكة الاستراتيجية وبين ألفاظ النكاح وبين عبارات المتعة بين الطرفين!!!
- البعض يعتب علينا أن المدح كان زائداً قليلاً!!وربما أنه تجاوز التصريحات السياسية بقليل ووصل حد الغزل بين المتمتعين والمتزوجين!!!
- سامحناكم في المرة الماضية، فلماذا لم تتعلموا أن تضبطوا ألسنتكم من المرة الماضية عندما كان كلامنا قاصراً على العتب؟!!
- والله موضوع أن تكون سياستكم صحيحة أو خاطئة فهذا لا يعلمه إلا الله، ولا يمكن أن نضحي بدين شعوبنا الضعيف بسبب تجهيل وتحريف 50 عام وتأثرهم بتصريحاتكم العلنية من أجل أمر قلبي لا يعلمه إلا الله!!!
- ونحن أيضاً لم نقل: إن عليكم أن تسكتوا عن الظلم الواقع عليكم من إسرائيل، لكننا لا نتدخل كما تفضلتم!!! فنحن مدركون لهمومكم، لكن لدينا معاركنا!!! ولا نستطيع أن نقول لإسرائيل إلا شكراً إذا ساعدتنا…
- غريب خلطك بين المواقف الشعبية ومواقف الدول فيما يتعلق بغزة، فهل مدحك لأفراد غربيين وقفوا مع غزة يساوي مدحك لدولة ارتكبت مجازر ممنهجة؟!! فهل مساعدة بعض الإسرائيليين للثورة السورية يبرر أن نشكر إسرائيل؟!! لا أدري ما معنى هذه الجملة التي دخلت في العرض؟!!
- سنحاول أن لا نتماهى مع إسرائيل في سياساتها وأجنداتها هنا أو هناك كما أنكم تحاولون أن لا تتماهوا مع أجندة إيران، مع أنكم تتجنبون الهمس بما يجرح مشاعرها، بينما تمدحونها بسخاء مفرط!!!
- هذا المدح يكفينا في تلميع صورة قاتلنا في العالم الإسلامي، وهو عين التماهي المفرط!!!
- في المرات القادمة فكر فيما ستقوله قبل نطقه حتى لا تلعقه وتلحسه بهذه الطريقة المقززة المهينة التي تفوق التلفظ به أولاً…
- كل هذا الكلام الفارغ لا ينفع في لعق ما تلفظتم به، ولم يعد بالإمكان حل المشكلة إلا بالاعتذار للأرامل والأيتام والمهجرين وووو، فقد كنا نظنكم ستضبطون ألسنتكم في المرة الماضية، وكان يكفي حينئذ في الخطأ السابق ضبط التصريحات، لكن اليوم تجاوزتم الحدود، ولم يعد هناك علاج لإيغالكم في الدوس على جراحنا إلا الاعتذار الصريح، فهل تجرؤون على فعله كما تجرأتم على شكر قاتلنا؟!!
- أربأ بكم أن تكونوا من الذين وقفوا معنا في ظنهم أننا سننتصر، فلما رأونا خسرنا تبرؤوا منا وفصلوا أنفسهم عنا ووقفوا مع القاتل والمنتصر ولو كان إبليس!!!
- الخلاصة: ليتك … وما حكيت!!