المناطق التي تحت سيطرة الأسد تعيش وضعاً جحيمياً جداً من الغلاء وفقد أسباب العيش الأساسية، وقومنا اليوم بين شامت بهم ومدافع عنهم. وهذا يستوجب علينا إدراك بعض المسائل الشرعية:
- الذين شمتوا بالمحاصرين وأصبحوا ينشرون على النت صور الطعام وعبارات السخرية بالمحاصرين فتجب الشماتة بهم؛ لأنهم ليسوا على ديننا وليسوا من أهلنا، والشماتة بهم هي جزء من الحرب بيننا وبينهم. بل ويجوز الدعاء عليهم، ونسأل الله تعالى أن يعاملهم بما هو أشد مما عملوا بالمسلمين…
- الذين يقفون مع الأسد والباطنية علانية تجوز الشماتة بهم؛ لأنهم يقطفون بعض ثمار عبوديتهم للأسد، ويستحقون ما أصابهم بسبب ما جنته أيديهم.
- المقهورون تحت إرهاب الدولة الأسدية قبل الثورة وأثناء الثورة وبعد الثورة لا تجوز الشماتة بما يصيبهم من جوع أو فقر أو عوز بسبب قهر الأسد اليوم، فهم مستضعفون لا يملكون من أمرهم شيئاً، وليس كلهم يطيق الهجرة، بل لا توجد فئة يتحيزون إليها لو هاجروا، وقد قال تعالى: {وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا} [النساء: 75].
- الذين لم يشمتوا وغير المقهورين من قبل نظام الأسد فيجب عليهم شرعاً العمل على إزالة النظام الباطني الطائفي في دمشق، وهؤلاء لا نعلم الذي يعمل منهم على ذلك والذي لا يعمل. وبناء على ذلك تجوز لنا الشماتة بهم شرعاً، فبعضهم كان عوناً للمحاصرين ونحن لا نعلم حالهم.
وليتق الله الذين يشمتون بعموم المقهورين في مناطق الأسد أن يصيبهم بعض ما يصيب أولئك الناس، فهم في المحصلة أهلنا وقومنا الذين يستضعفهم الأسد اليوم كما استضعفنا من قبل: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا} [النساء: 94].