امتلأ النت بسجالات عنيفة بين حزب الرجال وحزب النساء، وكل طرف يشد اللحاف إلى طرفه، وكل طرف يصدر أحكاماً مطلقة عامة لا تصح بصورتها العامة والمطلقة من الناحية الشرعية.
وقد دخل في معترك هذه السجالات دعاة عظام وداعيات عظيمات، لكنهم غفلوا عن ولوجهم في عالم إصدار الأحكام الفقهية التي لا يتقنونها وليست داخلة في اختصاصهم، فوضعت منشوراً مثيراً أمس لعمل تغذية مرتجعة، وأضع بين أيديكم هذا المنشور لتفصيل هذه المسألة من الناحية الشرعية:
- أنا مع وجود بصمة عظيمة للمرأة، لكن بصمتها الأعظم هي في إخراج قادة عظماء من الرجال والنساء من بيتها، فهؤلاء الذين تفخر بهم عند الله ثم عند الخلق، وهؤلاء لا يخرجون إلا بعد تنشئة نفسية وأخلاقية وعلمية كاملة في البيت ورعاية متكاملة…
- تلهي كثير من النساء في زماننا على وسائل التواصل لا علاقة منطقية بينه وبين خروج المرأة إلى سوق العمل حتى لا تتلهى على وسائل التواصل الاجتماعي، فوسائل التواصل مضيعة لوقت الرجال والنساء، سواء خرجوا أم لم يخرجوا لسوق العمل…
- وكلامنا لا يعني عدم وجود استثناءات، ومنها على سبيل المثال:
- نساء عباقرة تفرغن للعمل العلمي، وربما لم يتزوجن (كما أن رجالاً لم يتزوجوا لذات السبب)، ولكن نسبة هؤلاء قليلات في المجتمع كما أن نسبة عباقرة الرجال قليلة في المجتمع أيضاً، فعدم زواجهن أو تقصيرهن بحث أسرتهن في سبيل المصلحة العامة هو من نوع الموازنة الشرعية…
- بعض الاختصاصات التي لا يمكن لغير النساء العمل فيها، فهؤلاء أيضاً يحق لهن الموازنة بين الضرر الخاص والمصلحة العامة التي لا يحل غيرهن محلهن فيها…
- وفيما عدا ذلك فلا أدري ما وجه إرهاق المرأة نفسها وصحتها وحياتها في الجمع بين العمل والرعاية وأعمال المنزل وحق الزوج والعلاقات الاجتماعية في وسائل التواصل وغيرها وحقوق الأصدقاء والأقارب وووو… لماذا تتلف نفسها وتهلكها بتكليف نفسها بما لم يكلفها به الله؟!! ماذا ستستفيد هي؟!! وماذا سيستفيد المجتمع؟!!
- والأسوأ من ذلك أنها تبدأ بذلك متطوعة ثم يصبح فرضاً عليها في البيت وفي المجتمع، فتدخل ولا تستطيع الخروج، وبالأخص إذا بدأ الزوج الخمول وتعلم على الكسل وأصبح لا يعمل بسبب اتكاله على زوجته، وفوق هذا أنه لا يعمل أعمال البيت!!!
والله أعلم