لماذا شارك كثير من طلبة العلم مقال: “مداجن دينية سورية تُفرِّخ في إسطنبول”؟!!

المقال منشور في موقع رابطة العلماء السوريين الخميس بتاريخ 22/ ذو القعدة/ 1437هـ – 25/ أغسطس/ 2016م:

رجاء ثم رجاء ثم رجاء من كل الناقمين على المقال أن يفكروا في مصلحة النقلة الاستراتيجية التي تمر بها أمتنا، والنوعية التي نحتاجها للمرحلة القادمة قبل قراءة كلامي.
وفيما يلي مجموعة من الأسباب التي دفعت كثيراً من طلبة العلم لمشاركة هذه المقالة:

  1. كاتبة المقال شرعية، وتنقد من داخل البيت الشرعي، فليست من خارج البيت ليشكك بها وبنيتها إخوتها الشرعيون، وهذا يظهر الشرعيين أمام الناس في صورة منصفين في إصلاح مؤسساتهم الشرعية، بخلاف ما لو تصدر لذلك أشخاص ينتقصون من الشريعة ويقدحون بها.
  2. المقال جاء بعد سنوات من الدعوات للإصلاح وتصحيح المسار، وهذه المقالة كانت جزءاً من هذه الدعوات، والتي منها بيان 100 من طلبة العلم في جبهة علماء بلاد الشام:
    https://www.facebook.com/286450934841350/photos/a.300549113431532.1073741828.286450934841350/474443472708761/?type=1&theater
  3. هذا المقال سيكون وثيقة أخرى نقف بها أمام العلمانيين المتفلتين والملاحدة وأعداء الشريعة، بوجود أصوات ثورية قوية داخل مؤسستنا الشرعية، وأن هذه الأصوات عملت على إصلاح مؤسساتنا الشرعية.
  4. هذا المقال مع غيره من مواقف طلبة العلم سيجعل للأجيال اللاحقة رموزاً يفخرون بها بعد التحرير، وأن سلاطين العلماء من أمثال العز بن عبد السلام كثيرون؛ ومنهم الرجال والنساء.
  5. المقال ليس فيه أي دعوة للخروج عن تعاليم الشريعة ولا أي دعوة للخروج عن الضوابط العلمية في البحث والمرجعيات الشرعية.
  6. المقال يعالج مشاكل تربوية وسلوكية وآلات، ولا يتطرق لأصول الشريعة ولا للمناهج العلمية للشريعة.
  7. الخلط الواضح لدى أصحاب المداجن بين المرجعيات الشرعية الفكرية، وبين المرجعيات الشخصية التي تحولت إلى آلهة لا يجوز نقدها أو الاعتراض عليها.
  8. المفهوم المغلوط في أن نقد الأشخاص أو المؤسسات هو خروج عن الشريعة الإسلامية، وهذا من أعظم كوارث هؤلاء.
  9. لم تطعن الكاتبة بأي مؤسسة من المؤسسات، ولكننا تفاجأنا بمقدار المؤسسات والأشخاص الذي تحسسوا رؤوسهم، وهذا يدل على عظم المشكلة التي عرضتها، ووجوب حلها، والحديث عنها بكثرة، ومعالجتها. ولكن من طلبة العلم أنفسهم من أمثال الكاتبة. وفي المقابل نجد أن بعض الردود حددت أسماء مؤسسات بعينها، فخالفت بذلك توجيهات الشرع في اعتماد مبدأ: ما بال أقوام.
  10. المقالة كانت دقيقة شرعياً وعلمياً في عدم التعميم عندما قالت: “لا يزال أَتباعُ كثيرٍ ممَّا يسمى مؤسساتٍ دينيةً”. فكونها كثيرة كما في الفقرة السابقة يستدعي حل المشكلة، لا التقوقع حول النفس وحول الأخطاء والدفاع عنها.
  11. يجب أن نتذكر أن المؤسسات والأفراد الشرعيين في عهد العز بن عبد السلام كثيرون، لكنهم جميعاً طوتهم صحائف التاريخ، ولم يظهر غيره رحمه الله تعالى ورضي عنه، فلنحاول أن نكون مثله لا مثلهم في عصر الذل والضعف الذي نعيشه.
  12. من واجب الشرعيين أن يشجعوا هذه الأصوات الحرة المنضبطة ويشدوا على أيديها لكي تقوى وتكثر، وهذا ما دفع طلبة العلم لمشاركة المقال.
  13. جميع الخطابات والمقالات والبيانات (السرية والعلنية) التي رفعناها سابقاً لتلك المؤسسات كان يقف في وجهها مجموعة من البطانة الفاسدة التي تزين للعلماء الكبار الباطن وتقدح بكل من ينتقد مؤسساتهم، فكانوا يقفون حاجزاً منيعاً في وجه وصول الرسالة، فلم يجد طلبة العلم بداً من مشاركة منشور الجزيرة لعل الغشاوة تزول، ولعلهم يقرؤون بعيداً عن نظارات البطانة السيئة، فيصلهم الصوت.
  14. نتائج هذه المقالة من حيث استغلال الملاحدة والعلمانيين لها نحدده نحن الشرعيون، وهذا ما فعلناه بالمشاركة والمناقشة والتمييز بين نقد المناهج السلوكية والتربوية ونقد أصول الشريعة والتشريع، فلا حاجة للتنغيم على وتر المستقبل الذي لا يعلمه إلا الله، والذي قصرنا في بنائه أيضاً.
  15. توجد أخطاء في بعض الجمل، ولكن هذه الأخطاء يكفي فيها نقدها بعينها وتصويبها، ولا يشكل طعناً في مجمل المقال، فمن منا المعصوم؟!!
  16. المرحلة القادمة ستكون قوية وجارفة بإذن الله تعالى على صعيد طلبة العلم وغيرهم، فنتمنى من كل طلبة العلم إعادة قراءة المقال والواقع وكلماتي هذه من جديد وبتأني وفهم كل كلمة فيها، فالمرحلة القادمة لن تنتظر المتباطئين والمتأخرين والمترددين.
  17. لو علمتم من الذي يقود طلبة العلم في هذا التناغم والتماسك والقوة ووحدة الصف ووضوح الهدف لضحكتم كثيراً كثيراً كثيراً؛ سواء في مشاركة هذا المقال، أو في إقناع النصرة بالإنفصال عن القاعدة، أو في تحجيم الخوارج، أو في كثير من المواقف الجوهرية التي حصلت في جهاد أهل الشام.

ولكي نتصور ما نعيشه وما نطمح له فلننظر إلى النموضج المصغر الذي أكرم الله به الأمة، وهو فلسطين، فكلمات علمائهم من الخارج والداخل تزلزل الأرض، بينما كلمات غيرهم خافتة ضعيفة منفصلة عن الواقع.
والله أعلم، وهو ولي التوفيق…

اكتب رداً