هل أمريكا وراء الانقلاب التركي الفاشل؟!

ترك بريس 18/ يوليو/ 2016م

المعلومات التي وصلت حتى اللحظة تعطي انطباعًا أوليًا عن الدور الأمريكي الرئيسي في الانقلاب الفاشل الذي حصل في تركيا:

اعتقال قائد قاعدة إنجرليك العسكرية بكير أركان فان، في مدينة أضنة (جنوب تركيا)، لعلاقته بمحاولة الانقلاب الفاشلة، وقد طلب اللجوء السياسي لأمريكا قبل اعتقاله.

قائد اللواء 39 آليات اللواء حسن بولاط: اجتمعنا سرّا مع عسكريين من وزارة الدفاع الامريكية في قاعدة إنجرليك 12 مرة وكان هناك مخططات لتفجيرات في مدن إقليم الأناضول أثناء الانقلاب.

الخارجية الأمريكية تنفي علاقتها بالانقلاب قبل أن يسألها أحد، وهذا يؤكد أنها أدارته.

الإدارة الأمريكية وقناة العربية وسكاي نيوز تدافع عن كولن، وتتهم الحكومة بافتعال “تمثيلية الانقلاب” لتصفية المعارضين، لتخرج تلك القنوات عن الحيادية، والذي يعد تدخلًا أمريكيًا سافرًا بالشؤون الداخلية التركية.

السفارة الأمريكية في تركيا أصدرت بياناً ليلة الانقلاب وصفته بالانتفاضة:

أصدرت أمريكا بيانًا قبل الانقلاب وصفته شبكة “CNN” بأنه يحذر الرعايا الأمريكيين من ما وصفه بـ”انتفاضة الجيش” (الثورة) قبل أن تغيرها لاحقا.

اعترف قائد منطقة هاتاي العسكرية في التحقيقات أن الانقلاب الذي تبين أنه كان يعد له منذ اثني عشر أسبوعًا بتوجيه من قاعدة إنجيرليك بحضور ضباط أمركيين جاؤوا خصيصًا من واشنطن، وتضمنت الاعترافات تفاصيل مذهلة، والذي يتعلق منها بموضوعنا هو عرض الأمريكان تجنيد ميليشيا كردية إلا أن الإيرانيين رفضوا بشدة وهددوا بالانسحاب وعدم المشاركة بالانقلاب عند نجاحه، وسبب اتصال هذا الضابط التركي بالمخابرات وتسليم نفسه لهم هو أن قائد القاعدة في انجيرليك كان قد وعدهم في حال فشل الانقلاب بأن يستقبلهم في القاعدة ومن ثم ينقلهم سرًا إلى أمريكا مع عائلاتهم على أن يأتوا للقاعدة بثياب مدنية، وعندما حاول هذا الضابط الهروب مع عائلته نحو إنجيرليك رفض الحرس إدخاله الى القاعدة رغم كل المحاولات، مما دفعه الى تسليم نفسه للمخابرات التركية على أمل تخيف العقوبات عنه.

وهذا ما دفع الحكومة التركية الى تطويق قاعدة إنجيرليك والتثبت من هوية الداخل والخارج اليها بعد قطع الكهرباء عنها.

إن الذي حصل يظهر بوضوح التدخل السافر الذي تقوم به بعض الدول الغربية في تدخلها بالشؤون الداخلية للدول الأخرى، بل وقيامها بمحاربة الحريات والديمقراطية، ودعم الانقلابات الدكتاتورية في العالم.

وهذا يبين مقدار النفاق السياسي الذي تمارسه تلك الدول مع شعوبها وفي المحافل الدولية، ليتحول هذا النفاق مع انكشاف مؤامراتهم إلى عداء سافر ومفضوح للإسلام والمسلمين!!

وهذا يقتضي من الشعوب الإسلامية التوحد بأقل القليل، وهو مقاطعة البضائع الأمريكية، فليس الوقوف مع المظلوم ومع الشرعية بالشعارات والخطابات الرنانة، ولكن بالخطوات العملية.

اكتب رداً