الجهاد في الإسلام كيف نفهمه وكيف نمارسه

الجهاد في الإسلام كيف نفهمه وكيف نمارسه-نسخة جديدة الجهاد في الإسلام كيف نفهمه وكيف نمارسه-نسخة قديمة

المؤلف: د. محمد سعيد رمضان البوطي

الغلاف: عادي

الحجم: 21×14 سم

عدد الصفحات: 332 صفحة

دار النشر: دار الفكر المعاصر-دمشق

قرأت الإصدار الذي حوى الردود على الكتاب وجوابه عن الردود.

فترة إصدار الكتاب:

الكتاب صدر بعد معمعة الانقلاب على جبهة الإنقاذ، وهو يتطرق لهذا الموضوع صراحة، ويعرض بالجماعة الإسلامية المصرية وثورة الثمانينات في سوريا.

توصيف عام للكتاب:

الكتاب يحوي بضعة نقول مجتزأة من حاشية ابن عابدين، ولو أدرج العبارة كاملة لبطل موضع استدلاله. كما يحوي بضعة نصوص يكررها من أول الكتاب لآخره. دون أن يقارن هذه النصوص أو يورد أقوال العلماء في شرحها.

وما تبقى يحوي عبارات إنشائية منطقية، فقد برع رحمه الله في علم المناظرات والجدل والرد على الملاحدة.

لكنه حسب اعتقادي لم يوفق في مناقشة المسائل الفقهية والرد على مخالفيه في المسائل الفقهية، فهو يكثر من عبارات “بلا خلاف” و”محل اتفاق” و”لم نجد في ذلك خلافاً” و”كما هو معلوم”، وهو يذكرها في مسائل فيها خلاف طويل بين الفقهاء للأسف.

بل ويتهم خصومه بأنهم يتبعون الهوى وشرعاً غير شرع الله!!!

الأفكار الواردة في الكتاب:

1- علة الجهاد هي الحرابة لا طلب العدو؛ وأغفل أن العالم الإسلامي كله اليوم في موقف الدفع ورد الحرابة الواقعة عليه.

2- خروج المسلمين على الحكام هو من الحرابة وليس من البغي الفقهي!! فيجوز تقطيع أيديهم وأرجلهم من خلاف. مع أن الذي حصل في الجزائر هو انقلاب العسكر على الحكومة الشرعية التي اختارها أو بايعها الناس.

3- ينكر الفتنة ويعدها هروباً من الواقع.

وفيما يلي الردود التفصيلية التي كتبتها على الكتاب:

وقد كانت هذه الردود قبل قتله على يد العصابات الأسدية، فستجدون أنها في صيغة حوار معه، وقد أفضى إلى ما قدم، {تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم، ولا تسألون عما كانوا يفعلون}.

ص

الردود

24

ألا تدري لماذا لم تجد إلا ثلة من الباحثين؟!! سؤال غريب، ولكن جوابه سهل إذا كنت مصراً على معرفته!! هو أن طرح موضوع كهذا يحتاج لحرية في الطرح، لا أجهزة أمن تقلع الأظافر وتنتهك الأعراض، حتى لو نسبنا للحاكم الفسق كما تقول. وحتى مع وجود الإنترنت فإن علماء الأمة الذين تتكلم عنهم عاجزون عن محاورتك من خلالها لأنهم لا يجيدون استخدامها.

24

الجزم بأنها فتنة لا يعني كما صورت فضيلتك بأنها خارجة عن القواعد التي تحكمها والشرائع التي تضبطها، كما لا يعني أن يستسلم الإنسان للأمر الواقع، إذ لا تلازم بين الفتنة وهذه الأمور. وفي المقابل لا يصح أن تتفادى ما سبق بإخراج الوضع عن الجهاد والفتنة، ومن ثم تضع قوانين وتشريعات تبريرية لتبرير الواقع المأساوي الذي نعيشه -مهما كان قاتماً- لتسلم لك نتيجتك بإخراج الوضع عن كونه فتنة، وليسلم حلك لمعضلة تحديد الحقيقة، مع إن إجراءات الفتنة في الإسلام لم تكن تحاول في كل النصوص تحديد صاحب المشكلة!!

31

انتشار الإسلام في جنوب شرق آسيا بالدعوة فقط لا ينفي أنه دخل باقي البقاع من شرقها إلى غربها دون حرابة، ومن ذلك ما فعله e من تسيير الجيوش. فهل هؤلاء جميعاً آثمون؟

31

الفاسق والظالم شيء، والذي سلم الجمل بما حمل لأعداء الله شيء آخر!! قد يكون الحجاج ظالماً، وقد مر على الأمة في عصور الضعف والهوان في آخر حكم الأمويين والعباسيين والعثمانيين، وغيرها من دول الإسلام حكاماً فسقة. ولكن بإمكانك أن تعود إلى التاريخ وترى بماذا خدموا الإسلام، بل وترى احترامهم للإسلام مهما فسقوا. فهم لم يحاربوا أياً من تشريعات الإسلام ثم وصمهم الفقهاء بالفسق، لذا يحسن بفضيلتك أن تعود إلى التاريخ قبل أن تضع أقوال الفقهاء في قوالب الحكام المعاصرين الذين…… إن كنت تدري فتلك مصيبة وإن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم.

37

تردد في كتابك كثيراً عبارة «الخروج على الحاكم»، وهذا يعني أنك لم تدرك الواقع على الإطلاق. فكل ما حدث في مصر، والجزائر والمغرب، وتونس…. كلها كانت تصرفات فردية من شباب لم يتمالك نفسه عندما انتهك عرضه وقتل قرابته صغاراً وكباراً، أو عذب حتى ما قبل الموت بدرجة ثم بدل جلده بالعلاج ليذاق ضعفاً من العذاب، أو أهينت رجولته بالخصي من أناس يسبون الله علناً ويقتلون الناس في المساجد، بل ويهدمونها فوق رؤوسهم -كل هذا باستثناء ما حصل في سوريا لارتباطه بالقضية الطائفية- فإن اعتبرنا أن هذا ليس كفراً من جهة الحكام كما قلت، فهل يمكن اعتبار ردات الفعل الشبابية المتهورة -إن صح القول- خروج على الحاكم تعمم من خلالها جماعات إسلامية بالاسم، بل وتربطها أيضاً بطلب السلطة والرئاسة والاتهام باللا إسلامية. الخروج على الحاكم يكون من فئة وليس من أشخاص لم ينظمهم إلا عقد السجن، ولم يلتقوا إلا فيه!!!

41

الحاكم كيف يخرج على الحاكم يا فضيلة الدكتور؟!

42

الإنقاذ بصفتها أخذت تأييد الأغلبية فهي لم تبايع الحاكم، تماماً كخروج الحسين وابن الزبير وغيرهم، وإذا أراد فضيلتك أن يدخل في خضم النقاش في جزيئات الأحكام الشرعية للقضايا السياسية فستغرق ولن تخرج أبداً، لأن القضايا الشرعية السياسية لا يمكن تناولها بهذه السطحية الظاهرة. إلا إذا كنت تدعي الاجتهاد المطلق في السياسية، والإعلام، والاقتصاد، والتربية، وعلم النفس… بل وفي كل العلوم التي تنبثق عن هذه العلوم، والتي غدت كل منها مستقلة عن الأخرى.

43

لا نحكم بالحرابة -كغيرها من الحدود- في وقت الفتن حتى يتضح الفاعل جزماً، ولا يؤخذ أحد بجريرة أحد، كما لا يقاد من أحد لأحد في الفتنة.

50

الرد لا يشترط أن يكون استفساراً على جهة الخنوع للمسؤول، بل يجوز أن يكون مناظرة مع ظهور الندية فيها. كما أن الرد في حقيقته لم يقدم دليلاً ولم يفند آخر، ولكنه نفى الدليل أصالةً. ففضيلتك أثناء الاستدلال كنت دائماً تضع الدليل وتطبق عليه الواقعة، دون أن تورد وجهاً للاستشهاد، فأي دليل تريد من المعترض أن يفند؟! كما أنه ليس في معرض تأليف كتاب أو صياغة بحث حتى يورد الأدلة، إنه يرد فقط؟!! فأرجو أن تقرأ كتب أصول الجدل والمناظرة يا فضيلة الدكتور.

51

ترددت كثيراً عبارة الحاكم وإن كان فاسقاً، ونسي صاحبنا أن حكم الرجل الواحد انتهى بوضع الدواوين وتوزيع السلطات على من يراهم الحاكم أكفاءً ويكون مسؤولاً عن جريرتهم. فالحاكم هنا هو النظام، فهل تعد سب رئيس الأمن لله والذي عينه حاكمك كفراً أم فسقاً؟! وكذلك تعمد تعيين غير المسلمين في مناصب مهمة في الدولة، أو هدم المساجد، أو قتل المصلين فيها أثناء تأدية الصلاة، أو تسليم قطعة أرض للأعداء، أو محاربة كل ما يؤدي إلى انتشار الإسلام؛ كل ذلك يعده فضيلتك مجرد فسق عملي؟! أم أن الرؤساء لم يخبرهم أحد بهدم المساجد، وتسليم أملاك المسلمين للأعداء. أنت تفعل تماماً كما يريد البعض منا أن ننسى أن شارون فعل مجزرة صبرا وشاتيلا، ثم يردون منا أن نعتذر له خدمة للسلام وحقناً للدماء. ولكن أرجو من فضيلتك ألا تفهم مما ذكرت أنني أوئيد الخروج على الحكام الحاليين بأنهم فسقة أو حتى كفرة، فأنا هنا لا أبحث القضية ولا أحكم على أحد، ولكن أنقض المسلمات التي تجاوزتموها دون دليل لتصلوا إلى قضايا أخرى شحنتم لها الأدلة. فأنت تريد من خصومك أن يأتوا بالدليل على كفر فلان وفلان، وهذا مطالبة بحصول ردة الفعل المعاكسة، وفي رأيي أن كلا التصرفين خاطئ، وذلك للسبب الذي سأذكره فيما بعد.

51

الجهاد للقضاء على دول الكفر لا يعني الإجبار على الإسلام يا فضيلة الدكتور.

52

وهل الدول الغربية اليوم دعاة سلام في نظرك فليس هناك مكر خفي؟! وهل تعتبر التشويه يمنع نشر الإسلام عن طريق الدعوة، أم يتعداه للصد عن سبيل الله؟! أم لا بد أن يقتلونا بالفعل حتى يكون هناك حرابة؟! أرجو أن تقرأ بتمعن ما كتبت في صـ64 من زوابعك.

52

ليس جهاداً، لكنه ليس بغياً ولا حرابة يا فضيلة الدكتور، أما تحديد نوعه فهو مهمة الأجيال القادمة عندما تكون للمسلمين دولة، ويكتمل جمع الأدلة من جميع الأطراف، لا أن تحكم على الحكام والشعوب من قصر الشعب في دمشق؟! أما مهمتنا نحن في وضع التشريعات التي يستطيع الناس تطبيقها للخروج من الأزمة، لا أن نحكم على البشر، لأن الحكم على البشر في وضع كهذا يؤجج الفتنة أكثر مما هي متأججة. ويمكنك في هذا المجال أن ترجع إلى فتنة الصحابة التي كانت بمثابة درس لنا ممن استقوا من الرسول e، وإذا كان الرجوع إلى القريب المعهود أسهل، فيمكنك أن ترى ماذا فعلت عبارات (عبارات فقط) مشابهة لكتابك هذا في بلدك سوريا أيام الأزمة في عام (1980م).

55

مقولة عبد الله أبو الهدى تؤجج الفتنة بين العامة من جهة والعلماء من جهة أخرى، كما أن عدم العلم بالقائل تضع إشارات استفهام. لذا كان ردك عليه موفقاً يا فضيلة الدكتور.

61

من تقصد بالحديث المذكور؟! الحكومات أن الشعوب! فالحكومات غدت أكثر من الشعوب، فعن أي أمة تتحدث؟! ألا ينطبق الحديث على الحكام أيضاً؟! انظر كتابي: هبة الدباغ ومحمد سليم حماده!!! وماذا عمن يسلم المسلمين للقتل في دول أخرى لمصالح سياسية؟! هل يفي هذا بعهد الذمة؟!

61

عدم صلاحية الإسلام شيء، والاستفادة من القوالب الفقهية العتيقة لنبني عليها قوالب جديدة دون أن يكون بينها أي وجه للقياس (مع أن القياس على القياس لا يصح) ودون صلاحيتها لعصرنا شيء آخر. أنا لا أدافع عنه، ولكن أضع التصور الذي ينبغي أن يكون. الفقه غدا الآن أكثر من (500) علم يستقل كل منها عن الآخر، فأرجو من الفقهاء التقليديين أن يفيدوا الناس بعلمهم ويحثوهم على فهم الواقع قبل الفتوى دون أن يلجوا ما ليسوا له بأهل…

67

تركزون دائماً على أن ما تقولونه « قرار إسلامي لا يلحقه خلف » مع أنه في معظمه اجتهادات في تطبيق النصوص على الواقع، فلماذا توحون لا شعورياً بأنها مسلمات؟!!

68

عندما يصادر الشيوعيون والاشتراكيون السلطة بالتمرد على الحاكم الفاسق فلا يعد هذا -في نظركم- حرابة ولا بغياً!! ثم نراهم يفرضون آراءهم وهم أقلية، وفضيلتك تريد من المسلمين أن يقروا بوجودهم والتعبير عن آرائهم في أحزاب تقود الجبهات الوطنية الموحدة!! وتمنع في المقابل من قيام أحزاب إسلامية!!! في اعتقادي أن التعبير عن الرأي شيء وإقامة كيانات مرتدة يحترمها القانون شيء آخر فضيلة الشيخ!! فهل سيخرج لنا في يوم من الأيام عالم يحرم أيضاً قتل المرتد لانتسابه إلى حزب قانوني ينادي من خلاله بفكره؟!!

71

أنت عدت لنفس نتيجة المعترض، وهي أن القتال لتوحيد المسلمين ليس جهاداً، والقتال لإلغاء دول الكفر ليس جهاداً، فلم يبق إذن إلا قتال اليهود في فلسطين فقط!! نرجو أن تصرح أكثر فضيلة الدكتور كما كنت تطالب خصومك فمن ماذا تخاف؟!! فلماذا لا تقول: إن الغرب يحارب الإسلام فيجوز قتاله، وبالأخص يوغسلافيا وروسيا والصين والفلبين وأمريكا في قضية فلسطين، وقل أيضاً: إن حافظ أسد فاسق، ففي الحديث أن من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله صاحب كلمة حق عند سلطان جائر، لا من يتقوى على شعوب مستضعفة فيزيد حسرتها، ويترك في مقابل ذلك الذئاب الضارية وهي التي تنهش في أجسادهم!!! لماذا تخطيء وتشكك في أسلوب وأهداف الجماعات الإسلامية ونواياها، بدلاً من أن توجهها لاختيار الأسلوب الأصح، وفي المقابل تمدح نوايا الحكام وتتورع عن مجرد نقد أساليبهم؟!!

73

الاجتهاد الجماعي يملك آلية معقدة ويستحيل عليه أن يبحث كل ما يحتاجه المسلمون.

78

لقد أردت أن ترفع الناس من الوقوع في حفرة ترك الدليل، فالتزمت بالدليل وتركت الفكر.

80

محاربة الوثنيين هل هو خاص بالجزيرة العربية؟ لماذا لا تعود إلى أصل الأدلة في قضية معاصرة بدلاً من اعتماد اجتهادات الفقهاء ليسلم لك الاستنباط والاستدلال؟ فأين هو دليل التخصيص؟!!

81

الجهاد قام بسبب كذا وكذا.. أين الأدلة يا فضيلة الدكتور؟!

83

لماذا لا تكون صريحاً في رأيك بهذا الصدد، فأنا لم أفهم ما قصدته إلا بعد أن قرأت الصفحتين: (66، 83) عشر مرات، فلماذا تخاف من التصريح بجواز إقامة حزب إسلامي يكون نداً للجبهة الوطنية بأكملها، وتطالب غيرك بالصراحة والرد الحر؟!!.

84

هل يرى فضيلتك أن إبادة جماعة كاملة بسبب انتمائها، أو تصفية كل من يميل قلبه إلى هذه الجماعة أو تلك -حتى ولو كانوا مدنيين- من دفع الصائل؟!!

أفعال الحكومة عندما تبعد عباس مدني وعلي بلحاج من كرسي الرئاسة ليس صولاً، ولكن عندما تدخل الحكومة على بيتك وتنتهك عرض أختك أو ابنتك لأن المخبرين رأوها جالسة مع زميلتها المنظمة في الجماعة الفلانية فهذا لا يعد صولاً!!! وبينما ينطبق الصول تماماً على أفعال الإسلاميين في « فجر واهرب »، لا نجده ينطبق على أجهزة الأمن!! فلماذا تصول بآرائك على البشر يا فضيلة الشيخ؟!!

86

النصح وليس الاتهام يا دكتور، ونرجو من الله ألا تصاب بما أصيبوا به لترى لماذا طار عقل كثير منهم ولبه أيضاً.

88

أقول وأردد ألف مرة: إن الجهاد إزالة دول الكفر ليس إجباراً للناس على التزام الإسلام، فلماذا تخلط يا دكتور بين الأمرين كثيراً؟!! وكان يحسن بك أن تسرد عبارات صاحب الرسالة وأقواله كاملة، ولا أظن أن ذلك سيؤثر على مبيعات كتاب الزوابع ولو على ثمنه. وما قررته لا يعني قتال غير المقاتلين، والشيء الذي لم يدركه فضيلتكم هو الفرق بين قتال القبيلة التي هو بكليتها دولة، وبين قتال الدول المدنية كالفرس والروم، فهلا ابتعدت أنت وخصومك عن المهاترات؟!! كما أن وجود دولة كفر بجوار دولة الإسلام يمثل خطراً عليها وإن لم تظهر العداء، أم لا بد في اعتقادك أن يصلوا إلى مكة حتى نشعر بميولهم العدائية؟!! وكأنك لا تعلم أن الهجوم أقوى وسيلة للدفاع، وبإمكانك أن ترى كيف يكون الدفاع في الإسلام في كتاب قادة الرسول لمحمد شيت خطاب.

94

هذا الكلام وما بعده كله كلام أدبي لا يصلح دليلاً لحكم شرعي، إذ لا بد من نفي الوقائع كاملة يا دكتور!! كل الوقائع التي حارب الرسول e فيها غير المسلمين، وذلك بتفنيدها من خلال الاستقراء.

98

أنت وصلت في كلامك هذا إلى ما يريده منك المعترضون، فجهلهم لا يشفع لهم، وغموض عباراتك لا يشفع لك، ولكن لماذا كل هذا النقاش في السبب إذا كانت النتيجة واحدة؟!!

101

لا علاقة بين البوح بالاسم وبين إغناء الحوار، فأنت تثبت فكرة ستموت أنت وتبقى هي، وهو يرد بفكرة مقابلة سيموت هو وتبقى فكرته. فلماذا تصر دائماً على معرفة صاحب الفكرة ونحن جميعاً نعلم مصير من قد يعارضك ولو بعد حين، فهذا الشبل من ذاك الأسد، وإذا جهل الناس فالتاريخ لا ينسى.

102

كنا نتمنى أن تتهم الحكام بالفسق بالتعيين كما اتهمت الجماعات بالتعيين، أو أن تلمح بوجوب الإخلاص للجماعات كما عرضت بالحكومات. لا أن تنصح طرف وتتهم الآخر، فهذا هو عين تأجيج الفتنة!! وحتى صاحب المعصية -إن صدق فيه أنه عاصي- فمن الواجب عليك نصحه لا فضحه إن كان فعل تلك الجماعات معصية. فالإعراض عن شرع الله ومحاربته « تقصير »، وجهل بعض الشباب بحكم الشرع جريمة!! فأين « الغيرة على حرمات الله وأحكامه أن تهدر »؟!!

113

كما عجزت عن التصريح في تدمير المدن والقضاء على الشعوب، فأرجو ألا تصرح أيضاً عند الحديث عن الإسلاميين، فأنت تؤجج الفتنة من حيث لا تشعر.

114

ظهرت موسوعة من ثلاثة مجلدات تشرح وضع العنف في الجزائر، فأرجو من فضيلتك أن تسحب كل ما كتبته عن القضية الجزائرية حتى تتضح الحقيقة: ] يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين [ .

115

الحديث تكلم عن معالجة قضية ولم يلق اللائمة على أحد، وكذلك جميع أحاديث الفتنة فلتتأملها حفظك الله علك تعتبر أنت وكل من يهوى التكلم عن أوضاع الفتنة!!!

إنني موقن أن بعض الجهلة قد أشعلها بينك وبين معارضيك في الكتاب حرباً، ولكنني أسألك بالله أن تتقي الله ولا تتصرف معهم في المقابل بردة الفعل.

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

اكتب رداً