هل نُسكت الأذان حتى لا يغطي على نُباح الجِراء؟!!

ينبح جروٌ في حيّنا، فيكبر الجرو يوماً، فيعلو في الحي صوت النباح، هو جرو ليس إلا، وصوته محض نباح…

تغاضينا عن انزعاجنا، وقلنا: من شيمتنا الرأفة بكل حيوان..

حتى تصدى حكيم حارتنا للدفاع عن جرونا المراهق، فقام بخطوات جريئة وجبارة في هذه القضية الحساسة:

  1. عين نفسه محامي دفاع لهذا الجرو البائس…
  2. أصبح يشرح لنا في كل يوم عن مزايا صوته الحنون الدافئ…

قلنا: هي لحظة جنون عارضة ومجرد مراهقة عابرة عند حكيم حينا، حتى أتحفنا بمجموعة قرارات لصالح جرو حينا، وبدعم من المنظمات الدولية:

  1. يتم تغريم كل شخص بنصف كلغ من اللحم لإطعام الجرو؛ لأن هذا حق من حقوقه…
  2. يجب الوقوف احتراماً وإنصاتاً كلما نبح جرو حينا…
  3. يُمنع لعب أطفالنا في أزقة الحي حرصاً عليهم من العض؛ لأن الجرو بدأ يتوحش لفرط الدلال!! فانظروا إلى شفقة حكيم حينا بالجرو والأطفال في وقت واحد!!
  4. أي شخص يجرح مشاعر جرونا العزيز بكلمة أو منشور أو اعتراض على افتراسه للأطفال فسيتعرض للعقوبة…
  5. يمنع معارضو قضية الجرو من حضور الاجتماعات الرسمية والمحافل الدولية ومن الحصول على وثائق إثبات الشخصية ومن وثائق السفر!!
  6. بل تبين أن للجرو حقوقاً علينا قبل ولادته، ويجب علينا أن نؤديها له!!
  7. أغرب قراراته: منع الأذان حتى لا يغطي على الصوت الحنون لجرونا العزيز…

وأصبح حكيم حينا طرفاً في النزاع بعد إن كان ناصحاً أميناً، وبعد أن كان وسيطاً بيننا وبين الجرو العزيز، بل وأصبح قاضياً يحكم علينا لصالح الجرو. وبدلاً من حسم أمر الجرو برصاصة تُنهي هذه المهزلة، فقد انشطر حينا لشطرين:

  1. شطر مع الجرو وقراراته، عفواً؛ أقصد قرارات الحكيم المتعلقة بالجرو. وهذا الشطر تنوعوا بين غايتين: فبعضهم يتعيش من اللحم المقدم للكلب يومياً، وبعضهم يدافع عن الجرو وقراراته خوفاً من انزعاج الجرو المراهق وشروعه في مهاجمة الكبار مع الصغار، ودرءاً للفتنة ومنعاً لاستفحال المشكلة!! ألا في الفتنة سقطوا، عندما صار هؤلاء كلاباً لكلاب الجرو، فلا حصلوا لحماً من لحم الكلب، ولا حصلوا آخرة بنصرة الحق، بل وداسوا على حرماتهم درءاً للفتنة عندما جهلوا معنى الفتنة!!
  2. وشطر ضد الجرو وحزبه!! فكسبوا عداوة أحباب الجرو المنتفعين، وعداوة الصالحين المخلصين أعداء الفتنة!!

وكلما خطب فينا حكيم حينا قال لنا: أنا وسيط لفض النزاع فقط، وأريد الإصلاح ما استطعت، وأريد حسم النزاع لا أكثر من ذلك!!

وكلما صمت جرو حينا لمرض أو عَرَض أو سفر لفترة قصيرة عاد مسرعاً ينبح نباحاً فوق العادة يفوق كل ما عهدناه من نباح، وكأن أحداً وضع فلفلاً حاراً في مؤخرته، ويضوج معه أنصاره وأتباعه بالتألم لأجله فيقولون: انظروا كيف يتألم هذا المسكين؟!! أو خوفاً منه فيقولون: نخشى أن يعضنا، فاستجيبوا فوراً لمطالبه!!

فيا عظيم حظنا فيمن يحسم أمر هذا الجرو بما يحسم النزاع!!

هذه هي قضيتنا من أصغر حلقات مجتمعنا إلى أكبرها؛ تتنوع الأحجام، لكن الصورة ذاتها لم ولن تتغير، ونراها في كل مكان!!

فما الحل الذي تقترحونه لقضية الجرو؟!!

اكتب رداً