Deprecated: Hook custom_css_loaded is deprecated since version jetpack-13.5! Use WordPress Custom CSS instead. لا يدعم Jetpack بعد الآن CSS المخصصة. اقرأ وثائق ووردبريس.أورج للتعرُّف على كيفية تطبيق الأنماط المخصصة على موقعك: https://wordpress.org/documentation/article/styles-overview/#applying-custom-css in /home/ultimate/isalkini.com/wp-includes/functions.php on line 6085
التطبيع التركي مع دمشق إلى أين؟!

التطبيع التركي مع دمشق إلى أين؟!

أكرر ما أقوله في كل منشور وفي كل مقال: التحليل السياسي لما سيحصل في المستقبل من الناحية العلمية السياسية لا يعني أنني مع أو ضد هذه الفكرة؛ لأن ما سيحصل هو واقع يجب التعاطي معه تبعاً لمقدار قوتك الحقيقية على الأرض، والبكاء والعويل والجعجعة وآلاف المنشورات لن تعطيك حقاً ولن تمنع ظلم عدوك. وفيما يلي بعض الأفكار المتعلقة بعنوان المنشور:

  1. التطبيع مع دمشق سيحصل مع آل الأسد أو مع غيرهم.
  2. بقاء آل الأسد أو زوالهم يعتمد على توازنات ومصالح دولية، ولا يرتبط بأي شيء له علاقة بالمبادئ أو الثورات أو ما تطلبه الجماهير؛ لأن الجماهير في الوضع الراهن هم غثاء.
  3. قدوم غير الأسد لا يعني أنهم سيكونوا أفضل، بل كل المعطيات ترجح أن القادم أقذر (على فرض رغبة العالم بالتغيير).
  4. التطبيع السياسي يرافقه عادة تطبيع رسمي ديني واقتصادي، لكن في الوضع السوري فإن التطبيع السياسي ربما يرافقه تطبيع شعبي وديني غير رسمي، وإذا حصل هذا فإن آلاف الأشخاص الذين حاولت تركيا دمجهم سيصبحوا جواسيس لصالح دمشق وينافقوا لها!! لذا فالمنطق يقتضي أن يتم فصل المسارين عن بعضهما، كما أنه يتم فصل المسارين في القضية الإسرائيلية.
  5. تغيير الإدارة في دمشق سيجعل التطبيع الشعبي والديني غير الرسمي أسهل وسيساعد على رجوع الجماعات المشيخية إلى بيئتها القديمة دون تأنيب الضمير. لكن هذا سيجعل التطبيع السياسي أصعب وأخطر؛ لأن الإدارة الجديدة ستكون أمريكية 100%، وبالتالي ستستشرف كثيراً على تركيا قبل قبول شروطها، بخلاف الإدارة السورية الحالية التي تتنازع عليها أمريكا وروسيا حالياً.
  6. دمشق غارقة تماماً ومع ذلك تتظاهر بأنها قوية ومتماسكة وأنها لا تسعى للتطبيع، والدليل على ذلك أنها طبعت مع فصيل فلسطيني صغير كحماس (مع التأكيد على أنني ضد التطبيع الديني الذي تقوم به حماس، وقد بينته في منشورات كثيرة سابقة). لذا فالنظام أكثر حرصاً على التطبيع مع تركيا من حرص تركيا على التطبيع مع دمشق، وعليه فتركيا لن تطبع إلا بعد أن تحصل على ما تريد، ولو بعد سنوات.
  7. الطرفان (دمشق وتركيا) سيستخدمان حماس وغيرها في عملية التفاوض بين الطرفين.
  8. التطبيع لا يعني أن تتخلى تركيا عن عمقها الاستراتيجي السني في الشمال السوري، ولا يعني تسليمه للنظام كما يحاول بعض الذباب الإلكتروني الأسدي ترويج ذلك على النت من خلال أسماء ثورية مستعارة.
  9. ما تم ذكره في الفقرة السابقة هو أمن قومي تركي، فلن يتغير حتى ولو وصلت الأحزاب اليسارية أو اليمينية إلى السلطة في أنقرة بعد الانتخابات القادمة؛ لأن هناك فاصل كبير بين الخط الاستراتيجي والخط الحكومي في إدارة الدولة التركية، فهي ليست عصابة الأسرة الواحدة كما في بعض الدول الإسلامية، ولا تخضع لنظام حكم الفرد، ولكنها دولة مؤسسات.
  10. الشمال بعد التطبيع سيكون تابعاً من الناحية الإدارية والقانونية لدمشق، لكن ستكون له صفة قانونية جديدة وفريدة من نوعها لا أرغب في الكلام عنها حالياً.
  11. لم أتطرق للتنظيمات والتشكيلات الثورية الحالية إذا كانت ستبقى على طريقة تفكيرها القديمة أو الحالية؛ لأن الدول لا تفكر بالغنم القاصية إذا كانت قوية، فكيف إذا كانت ضعيفة. وستكتفي الدول بعرك أذنهم لئلا يتجاوزا حدوهم فقط لا غير، كما حصل مع بعض الإعلاميين المصريين المعارضين من قريب.
  12. أنصح جميع المؤسسات والكيانات الثورية أن تبحث عن سقف من المخلصين ذوي التجربة السياسية القوية لتجاوز هذه المرحلة بأقل الخسائر، ولن أقول بأفضل النتائج، وأن يطيعوهم على الحلو والمر، وأن يميزوا بشكل واضح وصريح بين ما هو ديني وما هو سياسي في هذه المرحلة، حتى لا يتعبوا كثيراً، لا في التعامل مع الدول التي ستزعجهم، ولا يتعبوا نفسياً بسبب تأنيب الضمير. ولم أقل التجربة السياسية الطويلة؛ لأننا جميعاً لم ندخل عالم السياسة إلا من بضع سنوات.
  13. الرعب سيدفع أفراد السوريين للدخول في فم التمساح أو الأسد هروباً من الواقع الجديد، وهذا خطأ شنيع جداً؛ لأن الواجب أن تكون عملية التطبيع مؤسساتية تحت سقف دولة قوية، حتى لا تذهب دماؤهم هدر ولعلهم يحصلوا على أكبر مقدار من المكاسب.
  14. ما أقوله في المنشور مؤلم جداً لكثيرين، لكنه في المرحلة القادمة سيكون واقعاً ثقيلاً جداً على كثيرين، وهو دعوة للتعاطي مع الواقع بقرارات وخطوات عملية بدلاً من البكاء والنواح على الواقع بعد حصوله في المستقبل.
  15. التوصيف العلمي للواقع هو أمر علمي لا يكسر اعتزالي لما يحصل بسبب كثرة اختلاط الأمور، فَشَكَرَ الله لمن اتقى وأحسن وأصلح فخفف عن الناس ما هم فيه وما سيرونه، وهدى الله من أساء وأفسد وزاد الأمر سوءاً على الناس الآن وفي المستقبل.

والله أعلم.

اكتب رداً