فيما يلي مجموعة من النماذج للتفاوت العظيم بين الماضي والحاضر في موضوع وضوح الأفكار والمبادئ:
- قديماً كان يعتز المسلم بإسلامه، ويعتز غير المسلم بدينه، ويحترم كل منهما أفكار الآخر ومعتقداته كما هي. أما اليوم فالمسلم يريد من غير المسلم أن يكون مسلماً مع أن دينه لا يأمر بهذا، وغير المسلم يريد من المسلم أن يتخلى عن بعض معتقداته مراعاة للأقليات في المجتمع!!
- قديماً كان الرجل يعتز برجولته، والمرأة كانت تفتخر بأنوثتها، وكل منهما يحترم طبيعة الآخر ويعدها مزايا تتكامل مع طبيعته هو. أما اليوم فربما يصعب عليك التمييز بين الجنسين حتى في مراحل متقدمة من العمر، وكل جنس يطالب الجنس الآخر أن يكون مثله في الطبيعة وطريقة التفكير!!
- قديماً كان كل صاحب لغة وعرق وقومية وثقافة يحافظ على لغته وثقافته، ولكن يحترم لغات وثقافات الآخرين ضمن بناء المجتمع الواحد والدولة الواحدة. أما اليوم فكل صاحب لغة أو صاحب عرق أو صاحب ثقافة يريد تأسيس دولة مستقلة خاصة بجماعته!!
- قديماً يعرف كل صاحب اختصاص حدود اختصاصه فلا يتعدى على اختصاصات الآخرين، ويقف أمامهم موقف السائل المستفيد، وتجد الناس تتكامل مع بعضها ويكمل بعضها نقص بعض. واليوم يتكلم كل واحد منهم كأنه يعرف كل شيء، وهو لا يعرف شيئاً من اختصاصه، عدا عن أن يعرف عن اختصاص غيره، فتتحول النقاشات إلى حوارات طرشان!!
- قديماً كان الصغير يحترم الكبير فيطرح اعتراضه بصيغة السؤال ولو كان يقطع بخطأ الكبير، أما الكبير فيعطف على الصغير فيحاول تبسيط الفكرة له ولو استغرق الحوار والنقاش ساعات. أما اليوم فالصغير أحمق في العرض والطرح، والكبير مستعجل، فلدينا صراع أجيال حقيقي!!
- قديماً كانت هناك فرصة قوية وواسعة للتعلم والتعليم، ويوجد لدينا سقف علمي مرتفع. أما اليوم فسقف التعليم ضعيف ولا يتجاوز القبو في انخفاضه، والكل يطرح طروحات فوق الغمام في ارتفاعها وبهرجتها!!
- قديماً كان لكل دين ولكل جماعة ولكل حي ولكل أصحاب اختصاص مرجع ورمز يرجعون إليه في القضايا العويصة والمفصلية والمصائب الكبيرة، حتى قالوا في المثل: الذي ليس له كبير فليشتر كبيراً. أما اليوم فالكل رؤوس، حتى أصبح المجتمع كما قالوا: كيس بصل!!