مع الأسف بدأت الحدود تزول بين ما هو ديني وغير ديني، وبدأت العولمة في تعريف المصطلحات تطغى على المصطلحات الشرعية، وبدأ الناس يرجحون المجاملات الشخصية على القيم والمعاني الدينية، وفيما يلي نماذج لذلك:
- أحب إنساناً -سواء يستحق الحب أو لا- فيريد أن يدخله الجنة، ولو لم يكن يؤمن بمحمد صلى الله عليه وسلم أو لا يؤمن بشريعتنا أو لا يؤمن بالقرآن!! بل وصل لهم الأمر أن يدعوا بالرحمة للملحد الذي لا يؤمن بالله الرحمن الرحيم!! فهل هذا حب أم سفاهة؟!! عزيزي: عندما تكون الجنة ملكك فأدخل فيها من شئت وكيفما شئت!!
- كره إنساناً -سواء كان يستحق الحب أم لا- فيريد أن يدخله إلى جهنم، ولو كان موحداً مؤمناً بنبينا وشريعتنا وقرآننا، أما جرائمه مهما عظمت فهي إلى الله يعذبه أو يغفر له، ويعذبه كثيراً أم قليلاً. فعندما تصبح جهنم ملكك فوزعها على من تريد، وعندما تملك رحمة ربك فيسعك أن تتألى على الله!!
- تألم لموت إنسان فيريد توزيع رحمات الله ومغفراته وجناته عليه. عزيزي ألا يمكن أن تتألم بأشياء أخرى تخصك ولا تقحم رب الأرباب في مشاعرك الشخصية؟!!
- إذا قتل في سبيل قضيتنا أو قضية حق -كما يعتقد هو- فيسارع لوصفه بالشهيد، فهذا يقول عن البوطي: الإمام الشهيد، وهذا يقول عن شيرين أبو عقلة: شهيدة القضية، وذاك يقول عن قاتل: شهيد القدس، وآخر يقول عن لص قاطع طريق: شهيد الإسلام، وهكذا… فإذا جادلته في ذلك قال لك: هذا مصطلح يمكن تعريفه بالمعنى الصحفي أو السياسي أو البطيخي!! فهل يجوز لك كمسلم أن تستخدم مصطلحات الآخرين من الصحفيين والسياسيين والعلمانيين والملحدين وو وغيرهم؟!! وهل يجوز لك أن تدفن المصطلحات الشرعية تحت تراب المصطلحات الأخرة التي شتت المصطلح الشرعي وضيعته؟!! أم إن الشرع والشريعة حكر على المشايخ فقط لا غير، وهم الوحيدون الواجب عليهم الالتزام بالمصطلحات الشرعية؟!! وهلا نزهتم المصطلحات الشرعية عن إسفافكم الشخصي وقضاياكم المرحلية غير الشرعية؟!!
- يريد أن يعزي غير المسلمين فلا يترك أي مصطلح شرعي ديني إلا ويستخدمه، فيدعو بالرحمة والمغفرة وأن يتقبله الله من الشهداء وأن يوسع منزلته في الجنة ووو!! ألا توجد مصطلحات إنسانية واجتماعية وأدبية وأخلاقية ومنطقية وعلمية ووو جيولوجية لكي تعبر بها عن مجاملاتك وعلاقاتك الاجتماعية؟! فهلا نزهتم الشريعة والدين عن مجاملاتكم الشخصية وعلاقاتكم الاجتماعية الخاصة بكم.
- كل ما سبق لا يعني عدم جواز الحزن والتعزية بموت غير المسلمين بعبارات غير دينية، وبالأخص إن كان لهم نكاية في عدونا أو نكاية في الظالمين، بل هو جائز ثابت بالنصوص، كما لا يعني عدم جواز الفرح بموت المسلم الذي كان في حياته قهر وظلم للناس، بل هو جائز شرعاً، فلا ينبغي أن نخلط بين المسائل الدنيوية والدينية.
- الأسوأ من كل ما سبق أنه حشفاً وسوء كيلاً، فبدلاً من أن يحاول الفهم ويبحث عن الحقيقة والحكم الشرعي الكامل ليلتزم به وينضبط به، تجده يتعامل مع الموضوع بدكتاتورية منقطعة النظير!! يجب أن تترحم على فلان، ويجب أن تدخل فلان الجنة، ويجب أن تدخل فلان جهنم، ويجب أن تدعو عليه وتلعنه، ويجب أن…………. وغيرها من سلسلة الأوامر والتعليمات التلقائية التي يفرضها عليك ولم يفكر بها قائلها أو كاتبها مجرد تفكير لبضعة دقائق!!!
- سنفرض أن كل ما سبق ليس ثوابت وقواطع دينية يتم تمييعها مع الزمن لتتوافق مع الدين الإبراهيمي الجيد الذي يمسح كل تشريعات الإسلام والمسيحية وقيمهما لصالح اليهودية وحدها فقط لا غير، وسنفترض أن كل ما سبق هو مجرد شبهات وقضايا تحتمل الوجهين، فهل اتقاء الشبهات مسألة خاضعة للنقاش عند هؤلاء القوم أيضاً؟!! وهل الخوض فيها واجب شرعي عند هؤلاء حتى نقع في المحرم القطعي؟!!
- هل أصبح المسلمون جزءاً من قطيع العولمة الفكرية والدينية في ظل طغيان وسائل التواصل الاجتماعي الموجهة؟!! سؤال بحاجة لإجابة من رواد صفحات التواصل الاجتماعي!!
- بالنسبة لشركائنا في الوطن من غير المسلمين: هل تقبلون أن يجبركم مسلم على الترحم على المسلمين؟!! وهل تقبلون أن يصفكم أحد بالتطرف إذا لم تتبنوا رأيه أو تفعلوا ما يريد هو؟!! وهل يجب عليكم في شريعتنا أن تترحموا على المسلمين؟!! إذا طلب مسلم ذلك منكم فهو جاهل، بل هو متطرف يريد إجبار الأقلية على تبني رأي الغالبية المسلمة. فكيف تصرون على إلزام غير المسلمين على تبني رأيكم وتصرون على ترحم المسلم على غير المسلم؟!! فالحرية والوطنية لا تعني إلزامنا لبعضنا بتبني مناهج فكرية أو دينية ترضي الآخر!!
- يا عالم، يا عقلاء، يا بشر؛ يوجد في قاموس اللغة العربية 250 ألف كلمة بدون التصريفات، ومع التصريفات يوجد 12 مليون كلمة، فلماذا هذا الإصرار العجيب على 5 كلمات دون غيرها؟!! هل ضاقت اللغة عليكم أم عجزتم عن التعبير؟!! بل وتصرون على إجبارنا على قولها، وإلا فنحن كذا وكذا من عبارات التنمر التي تقولونها؟!! إذا لم تكن هذه دكتاتورية فما هي الدكتاتورية؟!! وإذا لم يكن هذا التطرف فما هو التطرف؟!!