فيما يلي بعض النقول الرائعة من كتاب المثنوي العربي لبديع الزمان سعيد النورسي، الذي ألفه باللغة العربية، بلغة يعجز عنها فصحاء العرب، كتب ما فيه إصلاحاً للقلوب والأفكار ورداً على شبه الملاحدة والماديين، وفيما يلي بعض المقتطفات:
- 30سنة في مجادلة مع طاغوتين: أنا في الإنسان؛ رأيته مرآة ظليا حرفيا، لكن نظر الإنسان إليه نظرا اسميا قصديا بالأصالة فتفرعن عليه وتنمرد. الطبيعة في العالم؛ رأيتها صنعة إلهية وصبغة رحمانية، لكن نظر البشر إليها بنظر الغفلة فتحولت لهم طبيعةً فتألهت عند مادييهم.
- اعلم يا “أنا” المتمرد المغرور المتكبر انظر إلى درجة ضعفك وعجزك وفقرك ومسكنتك! إذ يبارزك ويصارعك -فتخر صعقا- الحوينُ [المكروب والفيروس] الذي لا يُرَى إلا بتكبيره مراتٍ ودرجاتٍ. اعلم أن العجز معدن النداء، وأن الاحتياج منبع الدعاء.
- اعلم أن من أشد ظلم البشر إعطاء ثمرات مساعي الجماعة لشخص وتوهم صدورها منه فيتولد من هذا الظلم شرك خفي إذ توهم ذلك لا يمكن إلا بتصور ذلك الشخص ذا قدرة خارقة ترقت إلى درجة الإيجاد وما آلهة اليونانيين والوثنيين إلاتولدت من أمثال هذه التصورات الظالمة الشيطانية.
- النفس نعامةٌ (تغمر رأسها في الغفلة) والشيطان سوفسطائي (ينكر كل شيء) والهوى بيطاشي (يغير معاني الأشياء، فيستدل بـ{لا تقربوا الصلاة} على عدم وجوبها، ويغفل {وأنتم سكارى}).
- هل تقدر أن تصنع لسانَكَ الذي هو: شجرةُ الكلمات وحوض الأذواق وسنترال المخابرات فإن لم (تصنع) ولن (تصنع) فلا تشرك بالله…
- الإنسان بقوة ضعفه وقدرة عجزه أقوى وأقدر بمراتب إذ يُسخَّر له بالدعاء والاستمداد ما لا يقتدر على عُشر معشاره باقتداره كالصبي يصل ببكائه إلى ما لا يصل إليه بألوف أضعاف قوته فيتفوق بالتسخير لا بالغلبة والغصب فأعلن عجزك وضعفك وفقرك بالاستمدادوالتضرع والعبودية.
- الدعاء عبادةثمرته في الآخرة والمقاصد الدنيوية أوقاتٌ للعبادة فكما أن الغروب وقت لصلاة المغرب وانقطاع المطر وقت لصلاة الاستسقاءفهي تنقضي بنزوله فكذلك تسلط الظالمين ونزول البلايا فإن رفعت بالأدعية فنورعلى نور وإن لم ترفع لا يقال: لم يقبل الدعاء، بل: لم ينقض وقته.
وغيرها من الأفكار البديعة الرائقة التي تفتقت له رحمه الله تعالى من مجرد التأمل، ذلك التأمل الذي أفسدته الحياة المعاصرة ووسائل التواصل الاجتماعي، اللهم أحي قلوبنا، ونق أفئدتنا، وصف أذهاننا…