كان الأتراك يتهمون العرب بالخيانة بسبب بعض الدعوات الانفصالية في حلب، وكان من بينها حركة الكواكبي، وفي المقابل كان العرب يتهمون الأتراك جميعاً بالخيانة بسبب خيانة عانى منها الأتراك كما عانى منها العرب، فبينما كان الحلبيون مشغولون بمقارعة الفرنسيين انسحبت تركيا من حلب وتركوهم لمصيرهم كما يقولون، بعد أن قدم الحلبيون آلاف الشهداء في جناق قلعة!! والذي كان يحارب الفرنسيين للحفاظ على وحدة المنطقة كان متهماً بالعمالة للعثمانيين!! واليوم نعيش جواً قريباً من ذلك:
- أشخاص يتهموك بالعمالة لتركيا، بسبب دعوتك لتوحيد المنطقة…
- أتراك يتهمون العرب بالخيانة، بسبب تعاملهم مع مرتزقة نقطع بخيانتهم في المستقبل…
- عرب يتهمون تركيا بالخيانة، بسبب تفرقهم وعدم قدرتهم على توصيل كلمة واحدة قوية عما يجب فعله…
والسبب في ذلك:
- الأفق المحدود لدى كل طرف، وعدم إدراك الصورة كاملة.
- تعميم الصور السلبية الصادرة من بعض الناس على عموم الطرف الآخر.
- نظر كل طرف لنفسه على أنه معصوم خالٍ من الأخطاء.
- تبادل الاتهامات دون أن يصلح كل طرف الخلل الموجود فيه.
- عدم وجود رأس سوري ولا رأس تركي يمكن الحديث معه فيما يتعلق بالمنطقة ومشاكلها.
ونبقى بانتظار ما ستقودنا إليه الألطاف والمقادير الإلهية!! بينما الدول الأخرى: تخطط، وترسم أهدافاً، وتعمل للوصول إلى أهدافها، ومن بين أهدافها إشعال فتنة شعواء في المنطقة… ونحن: يا غافل إلك الله!!