بين عنصرية الجاهل وعنصرية العالم!!

عايشتُ العنصرية بألوان متعددة عبر الزمن:

  1. من الجهال في السعودية في صغري في المدرسة، وذلك بألفاظ التحقير الشائعة عندهم “أجنبي”
  2. ثم لما كبرت قليلاً تفاجأت عندما نجحت في مادة التربية الرياضية على حافة الرسوب بتعليمات من المدير، ليرفعوا سعودي إلى سلم الأوائل ويعطوه جائزة التفوق بدلاً مني، ومع ذلك حصلتُ عليها بفضل الله؛ لأن درجاته أسوأ من أن ترتفع برفع الرافعين!!
  3. ثم في امتحان الثانوية العامة أدخلوا الطالب الذي ترتيبه الخامس على المدرسة إلى الإدارة ليصححوا كل إجاباته ويكون الأول على المدرسة لأنه سعودي، ومع ذلك كان ترتيبي الثاني على المدرسة، وحصلت على طب أسنان وهندسة مدنية، فتركتهما ودخلت الشريعة.
  4. وعندما ذهبت إلى الإمارات للعمل كانت العنصرية بشكل مختلف، فمدير لجنة امتحان التوظيف شيخ مصري لا ينجح بين يديه إلا المصريين!! ومع ذلك نجحت وحصلت على الوظيفة بعد عناء مرير…
  5. ثم عندما استقريت في سوريا أصبحت العنصرية لها منظور مختلف، وهو الانتساب للحزب والعمالة للمخابرات، أما واجهة العنصرية فهو أستاذ جامعي كان يطمع بمنصب العمادة ولا يحظى به. فقدر الله أن الشرطة العسكرية سحبت أستاذين في الفقه إلى التجنيد الإلزامي من محاضرتهما ليكون من قدري التدريس بالساعات.
  6. أما وظيفة الخطابة فواجهة العنصرية فيها كان دكتوراً جامعياً وفي ذات الوقت شيخاً سنياً متشيعاً، حيث حاول جس نبضي في إمكانية الميل لحزبه، وعندما وجد صداً بذل كل جهده لمنع توظيفي، لكن الله قدر أن أستلم الخطابة رغماً عنه.
  7. وعندما أصبحت في تركيا تقدمت للترقية، ولا زلت أنتظر ظهور نتيجة ما جاد به الأساتذة الفضلاء حفظهم الله تعالى في تقاريرهم، والذي أعرفه عن غالبيتهم أنهم على درجة عالية من العلم والإنصاف والتقوى، وقد حصلت على أكثر من 400 درجة، بينما متطلبات الترقية هي 100 درجة فقط، وثقتي بالله كبيرة أن العنصرية ليس لها وجود في تركيا والحمد لله رب العالمين، ولن يتكرر ما عايشته في غيرها من الدول بإذنه تعالى…

اللهم بك اعتصمت وبك التجأت، فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، ولا تكل أمري إلى من لا يخافك فيني ولا يرحمني…

اكتب رداً