يا صاحب الدكان ارجع لدكانك!!

يا صاحب الدكان ارجع لدكانك * ففيه الخير لك ولأقرانك
يُحكى أن أحدهم فتح دكاناً صغيراً، فعمل فيه على قدر ماله وطاقته وعلى قدر علمه بصنعته، وقنع بالقليل الدائم المتقن على الكثير الكبير المنقطع، فرزقه الله زبائن يأتونه من كل صوب طمعاً بأخلاقه وجودة بضائعه وزُهد أسعاره…
ثم جاءه شيطان من شياطين الإنس، فوسوس له أن يتشاركا ويفتحا مصنعاً، وزين له أحلام الجاه الشَهرة والثراء بكلام يفوق العسل حلاوة، ويزيد على السحر في تأثيره…
فغفل عن كذباته الكثيرة، وغفل عن أن الذي يكذب مرة يكذب ألف مرة، ولو تمسح بمسوح الصلاح، أو تستَّر بلحى غيره، وغفل عن أن الذي يغدر بشيخه ويسرقه فلن يكون وفياً مع الشُرَكاء!!!
فاستجاب له؛

  1. دون أن يفكر بكفاية ماله لهذا المشروع الضخم،
  2. ولم يحسب حساب عدم إطاقة جسده للجمع بين دكانه والمصنع الجديد،
  3. وغفل -بسبب تزيين الشيطان- عن عدم علمه بالمصلحة الجديدة وانعدام تجربته فيها!!

فصار يلبط في بحر وهو لا يجيد السباحة، وغفل عن الحلال والحرام طمعاً في زيادة الزبائن أحيناً، ولتقليل الخسائر أحياناً أُخرى!!!
وبدأ العمل الجديد يُضعف عمله القديم ويؤثر على سمعته، وهو غارق في أوهام المادحين والمنافقين الذين يزينون له المشروع العظيم الذي بدأه حديثاً، وذلك رغبة منهم في تحصيل وظيفة أو منفعة منه، ولا يهمهم إفلاسه بعد ذلك!!
وأصبح يصف من ينصحه بأنه حاقد على المشروع وبأنه أكلت الغيرة قلبه من نجاحه،
وأصبح رويداً رويداً يسعد بالمادحين والمتملقين والمنافقين الذين ينفخونه فوق حجمه، ويقولون له: أنت أهل لهذا المشروع وأمثاله، وتجاربك العظيمة تفي باحتياجاته!!
فأغرقوه فوق غرقه، وأهلكوه فوق هلاكه!!!
لهذا أقول:
يا صاحب الدكان ارجع لدكانك * ففيه الخير لك ولأقرانك

اكتب رداً